أنت طبيب نفسك

نبذة عن كتاب أنت طبيب نفسك

المرء طبيب نفسه.. لا يمكن تحديد الزمان والمكان الذى شهد إطلاق هذه المقولة لأول مرة، لكنها ظلت صامدة طويلاً، وصحيحة إلى حد بعيد معظم الأحيان. الشعور بأعراض طارئة أو غير طبيعية.. التحرك السريع والمبادرة لمواجهة الموقف، أو تجاهل الأمر برمته، خياران يترتب على الأخذ بأحدهما نتائج قد تكون مصيرية، فيما يتعلق بصحة الانسان أو اعتلاله، أو حتى إصابته بمرض مزمن كان يمكن إذا تلقى المرء العلاج السليم فى بادىء الإصابة أن يظل جسده مبرأ من الاسقام مهما تقدم به العمر، لكنه الاهمال؛ الداء الذى لايكون له دواء فى أحيان كثيرة، ويدفع البشر أثمانا باهظة للتعامل بخفة مع أعراض تبدو تافهة، غير مثيرة للقلق، لكن مع الوقت تصبح – تماماً- كمستصغر الشرر!
من ثم فإن الإدراك المبكر لأى تحول يطرأ على صحة الإنسان- مهما كان بسيطا- يقيه من مخاطر جمة لايُجد معها الندم نفعا مع تقدم العمر. الانسان – حتى وان كان تعليمه متواضعاً – شريك للطبيب فى التشخيص.
شرح ما يشعر به المرء بدقة يساهم فى التشخيص السليم والعلاج الناجع. الالتزام بتعليمات الطبيب عمل مكمل، ولايقل أهمية عن وصف الدواء. متابعة العلاج، والعرض الدورى على المختص يضع ال?يروس أو الميكروب محاصراً فى الزاوية الصعبة، أى بين المريض والطبيب، لأن الأول ببساطة يتفهم أهمية أن يكون طبيب نفسه أولاً.
معركة الإنسان مع المرض أزلية، والصراع يشهد فصولا يتداول فيها الإنسان والمرض الفوز فى جولات بالنقاط، لأن المرض يتمتع بذكاء وقدرة على التحور والتحول لمواجهة تقدم أنواع العلاج، من ثم يبقى على الانسان أن يكون الاكثر ذكاء وتحوطاً، والبداية كما يؤكد مؤلف الكتاب د. هانى حجاج – عبر فصوله – أن الأمر فى يد المريض مهما بذل الطبيب من جهد.
ميزة الكتاب الذى – نهديه للقارىء العزيز – انه يقدم ما يمكن اعتباره اكثر من نصائح، لأنه عملياً يمنحه نوعاً راقياً من الثقافة الطبية البسيطة فى صياغتها العميقة فى فوائدها.
وعبر صفحاته يضع تحت أبصارنا وفى متناول أفهامنا إجابات محددة لأسئلة تجول بخواطرنا، ونحار فى التوصل – بمفردنا- إلى ما يشفى غليلنا، ليس للمعرفة فحسب، وإنما إلى ما يهدىء روعنا لأن الأمر يتعلق -فى النهاية- بأغلى ما نملك: صحتنا.
ولايخلو الكتاب من طرفة عندما يتناول موضوعات من قبيل: الدواء.. هل يتحول إلى سم؟ أو أن علاج الاكتئاب يبدأ من المطبخ و.. و… و… وغيرها مما يجتمع فيه البساطة والعمق، الأمر الذى يرشح الكتاب لأن يحتل موقعاً دائماً على أرفف مكتبة كل أسرة، إذ أن أحد أفرادها سيجد فى بعض سطوره ما يسعفه ويرشده، ويجعل منه – وِلو لمرة- طبيب نفسه.