أنا والعم سام

نبذة عن كتاب أنا والعم سام

“أنا والعم سام” سَفرٌ ممتد عبر مجال نصي مانع الأعطاف، وهو يرتد إلى زمن مؤلفه الكاتب والناشر الإماراتي “جمال الشحي”، يمكن إعتباره نصاً مركزياً لتبلور سردية السفر في الثقافة العربية، والبحث الدائب عن تنويعات صورية متغايرة لقيم التفاعل مع الآخر ومجاله الدنيوي، يخبرنا المؤلف بتجربة مختلفة تحتمل من الجمال والعمق ما يوازي كنه حياة بأكملها بحلوها ومرها، عاشها أثناء دراسته الجامعية خارج البلاد، وبدل أن يسافر على بساط سحري، عبر الخيال، سافر – كما يقول – بجسده وعقله وروحه، وعاش مفاجآت السفر لحظة بلحظة “أن اخب وأضرب في العرض والطول بكل خفايا وخبايا المجهول، وأختبر دقائق المغامرة بكل الحواس والمشاعر، ما خفي منها وما ظهر وبان…”.
وبناءً على ما تقدم ينفتح السرد على أفق خارجي يجول في بلاد العم سام إبتداءً بالمحطة الأولى “سبتمبر 1994- دبي – واشنطن”، مروراً بمدينة بوسطن خريف 1994، وزملاء السكن الجامعي، ومدينة سالم عاصمة الــ “هالوين” في أميركا والعالم، ثم ولاية فلوريدا ربيع 1995… وإنتهاءً بمدينة “لاكروس” تبدو الأماكن في ذاكرة السارد كياناً مادياً ملموساً نابضاً بالحياة، وقد امتلك لغة لها قدرة على الوصف والإيحاء، والتعبير عن الإحساس، أي أنه قدم المكان في صورة يتحد فيها الزمن بالحدث، بالموقف الشخصي، بالشعور الوجداني، وبالرؤية الذاتية، ليساعد القارئ على الدخول في عالمه الذي اخترعه على الورق، بعد أن عاشه حقيقة…
وأخيراً – يرد الشحي على من سأله يوماً ماذا كسبت؟… فيقول: “تسألني ماذا كسبت؟ كسبت فرصة الدراسة في الخارج، تحصيل المعرفة من مصادرها، فرحة الشهادة العليا، الأصدقاء الجدد، مشاعر الغربة، الغربة في الغربة!، تساقط الثلوج، مذاق القهوة السيء، ليالي البرد القاسية، الوزن الزائد، الأطعمة السريعة، أفلام هوليود، نهر المسيسبي، السفر عبر الولايات وما أدراك ما الولايات المتحدة؟.