نبذة عن كتاب أنا “نصر أبو زيد”
وصلتني خطابات تهديد بالقتل، فعينت لي الدولة حراسة، وأصبحت أدخل محاضراتي في مدرج ثلاثة عشر، في حماية حامل سلاح، فلم تعد محاضرة. وكرهت الحال، والتدريس في ظل قيد، بالرغم من هذا الجو وتلك الحالة التي تمر بها البلاد من مواجهة مسلحة بين الدولة والجماعات المسلحة، ومحاولة إسكات صوتي بأي وسيلة، بداية بمصادرة الأستاذية، إلى التكفير وما يتبعه من تصفية معنوية، تعقبها تصفية جسدية، إلى الفصل من الجامعة، والاستتابة والتعذير، إلى التحويل للنائب العام، واستعداء الأزهر، ودعوى الحسبة للتفريق بيني وبين زوجتي. وبالرغم من كل ذلك، فلهذه الأزمة جوانبها المبهجة عند باحث، تكشف الكتابات خلال الأشهر الماضية، صدق وقوة النتائج التي توصل إليها في نقد الخطاب الديني، على أن الفارق بين المعتدلين والمتطرفين في التيار الديني، هو فارق في الدرجة وليس فارقا في النوع، بل أستطيع أن أضيف أن التعاون بينهما وتوزيع الأدوار، واضح على مستوى الخطاب، وأيضا الظهور الواضح لآلية النقل دون تثبت، هذا النقل الذي يُفضي إلى الاتباع، وكلاهما يناقض النقد والإبداع ويعاديهما. فخطابي النقدي يمثل خطرا عليهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.