نبذة عن كتاب أنا تلميذ الرسول
هذا الدِّين الذي أوحاه وعلَّمه إلى أقدر الخلْقِ على حمله وتبليغه، لأن ربَّه مُنزِلَهُ هو العليم به، فهو الذي سواه على عينيْه ليكون رسوله ورحته للعالمين جميعاً، ولأنه رحمةُ الله تعالى، ومُبلِّغَ رسالته للنّاسِ جميعاً فكان لا بدَّ من أن يكون أعظم من كلِّ عظيم، واعلم من كل عليم بما يوحى إليه من ربه، وكذلك كان رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى صحبه وآله فإنَّه أعظم خلق الله تعالى وأكمل، ولو لم يكن أكملَ النّاسِ وأعظم لما بقيت مكانتُه أعلى وأهم وأعظم مكانة في العالم كله.
وعلى ذكر العقلِ الذي هدانا إلى الله خالقنا العظيم فإنَّ هناك من يقول: إنَّ العقل هو الأصل فيما كان، نجدُ إنَّ هذا القول مرفوضٌ عقلاً، فلو كان العقل أصلاً لأوجد نفسَهُ كاملاً من البداية لا متنقلاً من طورٍ إلى طور، فالطفلُ له عقلٌ والفتى له عقلٌ والرجل له عقلٌ، والعالِم له عقلٌ والكهل له عقلٌ وكل مخلوق له عقلُه الذي ميّزه الله تعالى به، فأيُّ العقول من مليارات هذه العقول كان الأصل؟.
وجميلٌ أن نقول هنا: “إنْ بانَ فضلُ العقل في صنعه… فصانعُ العقل له الفضلُ”… ومثل مصير من قالوا: العقلُ هو الأصل، مصيرُ من قالوا: إنَّ الطّبيعة هي أصلُ الأشياء، فلو كانت الطبيعة أصلاً لجاءت كاملة منذ بدايتها، ولم تخضع للتطوّر الذي ينفي صحّة هذا المقولة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.