أمير المعادن الذهب نشأته وتاريخه

نبذة عن كتاب أمير المعادن الذهب نشأته وتاريخه

من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى على بني البشر أن الأرض تزخر بالكثير من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.. والذهب سيد هذه المعادن وأميرها المتربع على عرشها بلا منازع.. ولطالما سحر بريقة ولمعانه عين وفكر الإنسان على مر العصور والأزمان، فكان امتلاكه حلماً يراود كل إنسان.
ولأنني نشأت في واحدة من محافظات صعيد مصر العريقة في التاريخ، والتي انطلق منها مينا (نارمر) ليوحد القطرين في سنة 3200 قبل الميلاد وليؤسس أول أسرة حاكمة في تاريخ مصر الفرعونية، فقد كانت تتوالى على مسامعي روايات وحكايات كثيرة، ممزوجة بالأساطير والخيال عن كنوز أجدادنا الفراعنة وخبايا قدماء المصريين، وما تحتوى عليه من حلي ومشغولات وتحف ونفائس، صنعت جميعها من أمير المعادن الذهب.. والحق لقد تركت هذه الأساطير والروايات أثرا بالغا في نفسي وذاكرتي، انقلب إلى حلم كبير هو أن أجد في المكتبة العربية مؤلفا يضم بين دفتيه نشأة الذهب وتاريخه عبر العصور، من حيث معرفة الإنسان القديم به وأهميته وكيفية الاستفادة منه وتصنيعه وتشكيله، إضافة إلى تواجداته الحقلية وكيفية استخراجه من باطن الأرض.. فوجدت ضالتي المنشودة في هذا الكتاب الذي بين أيدينا، فهو محاولة جادة من الأخ الصديق الدكتور زكريا هميمى، وكان من حسن حظي أن أعايشه في مراحل تصنيفه وتأليفه.. ولقد برهنت المناقشات حول بعض موضوعات الكتاب- التي نثرها المؤلف بقلمه العلمي الرصين في ثلاثة وعشرين فصلاً- على توخيه الأسلوب العلمي القويم.. يضاف إلى ذلك أسلوبه الأدبي البليغ فى انتقاء ألفاظه، ومن ثم فقد جمع المؤلف بين الحسنيين، المنهج العلمي السليم وحذقة الكتابة بلغة عربية سليمة، وهما أمران قلما يجتمعان في عمل علمي.