أمن الخليج العربي ؛ تحسين مساهمات الحلفاء العسكرية

نبذة عن كتاب أمن الخليج العربي ؛ تحسين مساهمات الحلفاء العسكرية

تقدم هذه الدراسة واحداً من أول التقويمات الشاملة منذ انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في نيسان/إبريل 1999، والمتعلقة بمواقف الدول الأوروبية تجاه المهمات التي تتجاوز عمليات حفظ السلام في أوروبا. وبالاعتماد على بحوث أخرى أجرتها مؤسسة “راند” فإن هذه الدراسة تستكشف الظروف التي ستحتاج فيها الولايات المتحدة الأميركية إلى مساهمة كبيرة من حلفائها، كما تطرح تقويماً لقدرات الحلفاء في مجال حشد القوة اللازمة، وتحدد الوسائل الرئيسية التي تحتاج إليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي لتعزيز هذه القدرات بينما يتم العمل على تحسين قدرة القوات الأوروبية على العمل بفاعلية في العمليات الحربية التي تجري خارج حدودها. ومع أن الدراسة تقوم تقويماً واقعياً للتحديات السياسية والعسكرية والمالية التي تواجهها الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، فإنها تطرح أيضاً استراتيجية تتلاءم مع إمكانيات هذه الدول، لضمان. الحصول على مساهمة عسكرية أكبر من الحلفاء في منطقة الخليج العربي. وعلاوة على ذلك فإن الاستنتاجات التي خلصت إليها هذه الدراسة وتوصياتها تعتبر مهمة للنقاش الجاري بشأن الدور المستقبلي لحلف شمال الأطلسي.
وتعد هذه الدراسة جزءاً من مشروع أكبر يتعلق بانعكاسات البيئة الأمنية المتغيرة في أوروبا وما حولها على الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي. وقد تم المشروع برعاية كل من القائد العام للقوات الجوية الأميركية في أوروبا ونائب رئيس هيئة الأركان للعمليات في القيادة العامة للقوات الجوية الأمريكية. وتم إجراء هذه الدراسة في إطار برنامج “الإستراتيجية والعقيدة” ضمن مشروع القوات الجوية الأميركية الذي تشرف عليه مؤسسة “راند”. إن هذه الدراسة تنطوي على فائدة للمسؤولين الحكوميين والمختصين في خارج الولايات المتحدة الأميركية المهتمين بالأمن القومي والتخطيط الدفاعي الأمريكيين، وخاصة ما يتعلق بالعمليات العسكرية في منطقة الخليج العربي، ومستقبل حلف شمال الأطلسي، والعلاقات الأمريكية-الأوروبية.تقوم الولايات المتحدة الأميركية بدور الضامن الرئيسي للمصالح الأمنية للدول الغربية خارج حدود القارة الأوروبية، إلا أن ضرورات سياسية واقتصادية وعسكرية في بعض الحالات، تفرض عليها أن تتقاسم مع خلفائها هذا العبء، لذا فإنها تحض حلفاءها الأوروبيين على أداء دور أكثر بروزاً في الدفاع عن تلك المصالح وخصوصاً في منطقة الخليج العربي التي تعتمد فيها أوروبا كلياً على القوة العسكرية الأميركية لحماية إمدادات النفط.
يستقصي هذا الكتاب السيناريوهات التي ستحتاج في إطارها الولايات المتحدة الأمريكية إلى مساهمة عسكرية كبيرة من حلفائها الأوروبيين في الدفاع عن منطقة الخليج العربي ويقوم قدرات أولئك الحلفاء في مجال حشد القوة العسكرية، ويحدد الوسائل الرئيسية لتحسين هذه القدرات.
إن الموضوعات التي يتناولها هذا الكتاب تنطوي عل أهمية كبيرة، وخاصة ما يتصل بالعمليات العسكرية في منطقة الخليج العربي، ومستقبل حلف شمال الأطلسي، ومستقبل العلاقات الأوروبية-الأميركية. وعلى الرغم من أن الكتاب قد أعد قبل اندلاع الحرب على العراق في آذار/مارس 2003، فإن الظروف التي سبقت الحرب ومجرياتها أكدت صحة كثير من الافتراضات والتحليلات الواردة فيه، وخاصة ما يتعلق بموضوع مواقف الدول الأوروبية إزاء عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي.