ألبوم صور

نبذة عن كتاب ألبوم صور

أخذته الحيرة من يده وألقت به في غياهب الظلام، ظل ينظر إلى السماء في تلك الليلة، ويتأمل ثم يرجع ببصره إلى ذلك الشارع الطويل العامر بالناس في منتصف الليل… يكاد ابن آدم لا يشعر أن هناك مخلوقات أخرى في الكون تريد أن تنام في هدوء وتطفئ قناديل الشارع.. أخذ الكاتب يلتفت هنا وهناك لعله يجد شيئًا ينشط ذهنه ويجري قلمه.. ذلك القلم الذي طالما رافقه في دربه وسفره وكل أحواله، ولكنه الآن- ودون أن يدري- وجده يفارقه ويجلس على جانب الطريق معلنًا أنه أوان أن يرتاح قليلًا… لم يناقشه الكاتب كثيرًا وأخبره أنه يود أيضًا لو يرتاح، وعندما يستعد كل منا سنكمل الرحلة معًا كما بدأناها معًا… لكن حقيقة الأمر كانت غير ذلك؛ إن أفكارًا كثيرة تدور برأسه… تتلاطم ببعضها لكنها لا تكون أبدًا موجة عالية قادرة أن تلامس سقف عقله، وتنيره… كان دائمًا ذلك البحر متجددًا وثائرًا؛ يمده بأمواج طالما أبحر فيها مع قلمه، لكنه الآن هدأ وسكن، ومر وقت طويل منذ أن ركبا معًا تلك الموجة الأخيرة… نعم أنه يذكرها جيدًا… لقد فاقت ما سواها، وظلت الناس تتحدث عن جمالها وعظمتها لفترة طويلة… أخذ يبتسم ويمني نفسه أن يومًا ما سيعود البحر كما كان، وما هي إلا الرياح تذهب وتجيء فتؤجج موجاته الساكنة… عندها سيبحر هو وقلمه ويرتفعا إلى عنان السماء من جديد…