أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والخفيفة : فرق عمل تعزيز القدرات الأمنية المتعددة الأطراف

نبذة عن كتاب أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والخفيفة : فرق عمل تعزيز القدرات الأمنية المتعددة الأطراف

يعيش العالم أوقاتاً صعبة، فالتغيرات الإجتماعية – الإقتصادية السريعة، والزيادات السكانية، والأزمات الأمنية المتشابكة، تؤثر في الجميع، ولا سيما الفقراء.
والمنظمات الإجرامية والعنيفة تفرض سيطرتها على الأراضي والأسواق والشعوب في أنحاء العالم، حيث أسهمت في تعقيد عملية صنع السلام، وأدت إلى إنعدام الأمن، وقد أثبتت الدول ذات المؤسسات الفاسدة وغير الفعالة، أنها أضعف من أن تتصدى للتهديدات المتشابكة التي تراوحت من الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية إلى الأمراض المعدية، وفي هذه الأثناء يتزايد عدد الدول المتسلحة نووياً بالفعل، أو الطامحة إلى التسلح النووي، وإزدادت أيضاً إحتمالات حياة الأطراف من غير الدول، أسلحة دمار الشامل، عبر التجارة العالمية غير الشرعية.
إن الإحترار العالمي والتدهور البيئي يقلقان بالفعل المناطق الفقيرة بصورة خاصة، فقد وضعت أسعار الغذاء والطاقة المتذبذية الشعوب والحكومات على المحك، على حين يزداد الطلب على الموارد، ولا سيما الماء والطاقة، نيتجة للتنمية والنمو السكاني غير المسبوقين، وقد أضاف عام 2008، إلى هذه الصورة الكئيبة بالفعل، تحركات بنيوية في المشهد الإقتصادي؛ فهناك أزمة مالية مدمرة تفضي إلى عواقب درامية، ذات آثار محتملة طويلة الأمد في التنمية الإقتصادية والأسواق الناشئة معاً.
ومع ذلك، وفي وقت تدعو الحاجة فيه أكثر من أي وقت مضى إلى جهود مشتركة، يمكن مشاهدة الإنقسام والإختلاف في الكثير من المؤسسات المتعددة الأطراق، بدءاً بالأمم المتحدة وصولاً إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والإتحاد الأوروبي، فعمليات السلام معرضة لضغط خطير، بينما تعصف الفرقة السياسية بسلطة مجلس الأمن وفاعليته، كما يعرّض الإلتزام المتفائل بعالم “مسطّح”، ومؤلف من دول ذات سيادة تتحلى بالمسؤولية، لتحديات من أولئك الذين يسعون للعودة إلى سيادة الدولة الحصرية، وسلامة الأراضي، بدافع الغيرة والحذر.
لكن الأزمات تتيح فرصاً لا مثيل لها للتغيير، وهذه اللحظات سريعة الزوال، ولكن ينبغي إنتهازها لوضع الأفكار موضع التطبيق، لتعزيز القدرة على مواجهة التحديات التي يُعرّض العالم لها، وهذا يغني في عالم اليوم “المُعَوْلم” إعتماد آليات وسياسات متعددة الأطراف، وتتميز بالكفاءة والفاعلة.
من هنا، أطلق معهد السلام ولمواجهة هذه التحديات عام 2008، “فرق العمل المعنية بتعزيز القدرات الأمنية المتعددة الأطراف”، والهدف من فرق العمل هذه، طرح أفكار للعمل لتعزيز قدرة الأمم المتحدة وشركائها على التصدي بفاعلية، للتحديات العالمية الناشئة والمتعددة الوجوه التي تواجه السلام والأمن، ولم تكن فرق العمل مقصورة على معالجة الخطوات المتعلقة بالسياسات التي تدفع الحاجة إليها، بل تعدتها أيضاً إلى الإستراتيجيات السياسية والمؤسساتية المطلوبة، لتنفيذ تلك الخطوات، وكثيراً ما كان هذا المنظور الإستراتيجي، الحلقة المفقودة في المساعي الرامية إلى تعزيز نظام الأمم المتحدة.
لقد افتتحت المبادرة بندوة حول التنمية والموارد والبيئة، مع أخذ الروابط بين الأمن والتنمية والتحديات البيئية في الحسبان، وقد أتاحت الندوة سياقاً أوسع لعمل فرق العمل اللاحقة التي ركزت على الأبعاد المركزية لمصادر القلق الأمنية التي تواجه الأمم المتحدة وشركاءها، وهي: التحديات الأمنية العابرة للحدود الوطنية، والصراع المسلح داخل الدول وفيما بينها.
هذا وتعد الأوراق البحثية لمعهد السلام الدولي نتاجاً لهذه العملية التشادية التي شارك فيها أكثر من ستين ممثلاً لدولة عضو في الأمم المتحدة، وقد اشتملت على أعداد أكثر من خمس وعشرين ورقة وأربعة عشر إجتماعاً، وتتضمن كل ورقة بحثية قسماً يعالج الأسباب الداعية إلى العمل، لتعزيز القدرة في مجال محدد، وقسماً يتضمن أفكاراً للعمل، والمحتوى مبني على مناقشات فرق العمل.
وتعميماً للفائدة، ولبث وعي بين أكبر عدد من الأفراد تم نشر هذه الأوراق البحثية ضمن سلسلة دراسات عالمية، ضم كل كتاب مجموعة بحثية تعنى بموضوع من المواضيع الهامة إستراتيجياً على النطاق العالمي؛ وتضمن هذا الكتاب الذي نقلب صفحاته ما يلي: أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والخفيفة، فرق عمل تعزيز القدرات الأمنية المتعددة الأطراف.