نبذة عن كتاب أثر الوقف على حروف المعاني والبدء بها إثراء المعنى واتساعه
تأتي هذه الدراسة البلاغية في ضوء الفقه المتلاحم الكلام في نسق القرآن الكريم، وهي هنا فيما يتعلق بجانب وقوف المراقبة، تُؤمِّل نفسها بجبر ما نقص من دراسات تتعلق بـ (معاني الحروف) وثيقة الصلة بـ (الوقوف والابتداء)، بعد أن لاحظت نضوب الدراسات عن هذا النوع من البحوث، مع كثرة ما تناولته من حديث عن كل منهما على حدة.. كما تهدف تلك الدراسة من جانب آخر إلى رصد ظاهرة تعدد المعاني مع وحدة النظم، إذ تتنوع تلك المعاني بمجرد البدء وتختلف بمجرد الوقف، على الرغم من عدم تغير السياق ومجيئه كما هو دون أن يتبدل منه حرف واحد أو يتغير، فأنت تراك وأنت تقف مثلاً على قول الله تعالى: (ولا يأب كاتب أن يكتب.. البقرة/ 282)، تراقب الوقف على كاف الجر مع مدخولها في قوله بعد: (كما علمه الله)، ويكون الأمر بحيث لو وقفت على كلا الموضعين لأنبهم المعنى وأختل النظم، وعليه فلا مناص من أتصال الثاني بما قبله أو بما بعده.. كما لا مناص من وجود متعلق للجار والمجرور، وهو كائن إما في الفعل قبله (يكتب) أو الذي بعده (فليكتب).. وفي كلٍّ من الدلالة وإكساب المعنى – وهذا هو بيت القصيد – ما ليس في نظيره.. والكتاب ملئ بأسرار هذا اللون الممتع من البيان.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.