نبذة عن كتاب أثر العرب والإسلام في النهضة الأوروبية
إن الدارس لبحوث هذا الكتاب ونتائجها يجد أنها تمثل إضافة ذات قيمة لدراسات الاتصال الحضاري. وتسير بالبحث في موضوع أثر العرب والحضارة الإسلامية في نهضة أوروبا إلى أحدث مراحله؛ فقد تتبعت الفصول التسعة- كل منها في موضوعه- المسالك التي نفذت منها الحضارة العربية الإسلامية إلى الغرب في أول عصر النهضة وفي أثنائه, من طريق الازدهار الثقافي لتلك الحضارة في بعض أجزاء أوربا, والانصهار الثقافي للسكان المسلمين والمسيحيين في نواح منها- وعلى الاخص في الأندلس, وترجمة مئات الكتب العربية في مختلف ميادين العلم والفلسفة إلى اللغة اللاتينية وبعض اللغات الأوروبية الأخرى, والاعتماد على بعض تلك الكتب في الدراسات الجامعية الأوربية إلى مرحلة متأخرة, واتصال بعض الأوربيين بالشرق في أثناء الحروب الصليبية, ومعيشتهم فيه, وسماعهم من أهله, ونقلهم من مؤلفيه, وتقليد الغرب لأساليب الفن الإسلامي في عمارته وزخارفه وموسيقاه.
وإذا كانت الفصول التسعة قد اشتركت في الصورة العامة التي حاول كل منها أن يرسمها في موضوعه, وفي الموضوعية التي التزمتها في عرض نواحي التأثير والتآثر, فإن كلاً منها قد طوع طريقة معالجته لمادة موضوعه, وعرض وجهات من النظر في أساليب البحث في ذلك الموضوع ونتائج الدراسات السابقة فيه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.