نبذة عن كتاب أثر الحرب الباردة على الإتجاهات الكبري والنظام الدولي
إن هذا البحث يحاول دراسة مختلف التغيرات الجوهرية التي شهدها العقد الأخير من القرن العشرين والبدايات الأولى من القرن الحادي والعشرين، ومدى تأثيرها على الاتجاهات النظرية، بكيفية تمكن الدارس في العلاقات الدولية من الاستشراف لما سيؤول إليه التنظير في العلاقات الدولية على المديين القصير والمتوسط كأدني تقدير.
بناء على ما تقدم، فإن الإشكالية العامة التي يدور حولها مضمون البحث تكمن في السؤال التالي: إلى أي مدى تمكنت الاتجاهات النظرية موضوع الدراسة- كل على حدى- من التكيف مع مختلف تحولات النظام الدولي لفترة ما بعد نهاية الحرب الباردة؟
ولدراسة وتحليل الإشكالية المطروحة واختبار مختلف الفرضيات التي تندرج في إطارها اعتمدنا على خطة من أربعة أبواب والتي تتفرع- بدورها- إلى فصول ومباحث ومطالب. ففي الباب الأول، سنتناول الإطار المفهوماتي والكرونولوجي للتنظير في العلاقات الدولية طالما أن موضوع البحث يهتم بجانب كبير من التنظير للعلاقات الدولية.
وفي الباب الثاني، سنقوم بعرض موجز لكل الاتجاهات النظرية المقترحة للدارسة. نتطرق من خلاله إلى الإطارين النظري والتطبيقي لكل مدرسة التي تمثلها هذه الاتجاهات.
والباب الثالث من بحثنا هذا، سنخصصه لشتي التغيرات والتحولات البنيوية والهيكلية، القيمية والتحولات على مستويات القوى الاقتصادية، التكنولوجية والعسكرية التي عرفتها العشرية الأخيرة من القرن العشرين ومدى تأثيرها على الاتجاهات النظرية موضوع الدراسة سلباً أو إيجاباً. ومهما اختلفت تلك التحولات وتنوعت والناتجة عن تحول النظام الدولي من نظام الثنائية القطبية إلى نظام الأحادية القطبية، وبالتالي تحول طبيعة الصراع الولي من صراع عسكري- ايديولوجي في فترة الحرب الباردة إلى صراع اقتصادي- حضاري في فترة ما بعد نهاية الحرب الباردة.
أما الباب الرابع، فقد قمنا بتقسيمه إلى فصلين. فالفصل الأول هو عبارة عن إجابة مستفيضة عن الإشكالية التي يطرحها بحثنا وكذا الفرضيات المتفرعة عنها.
وعلى ضوء النتائج التي سنستخلصها من تقييمنا لمدى تأثير تلك التحولات الدولية على الاتجاهات النظرية الكبرى (النظريات الوضعية التفسيرية للعلاقات الدولية)، سنقوم في الفصل الثاني من هذا الباب، باسترسال أهم النظريات الممثلة لما يسمى بالاتجاه النظري التكويني للعلاقات الدولية، وبدراسة آفاق التنظير للعلاقات الدولية في إطار ما يسمى بالنظرية الكوسموبوليتية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.