أثر إتفاقية التريبس على الصناعات الدوائية

نبذة عن كتاب أثر إتفاقية التريبس على الصناعات الدوائية

معظم الدول الصناعية التي امتلكت أنظمة لبراءة الاختراع منذ مدة طويلة لم تمنح براءة اختراع للمنتج الدوائي سوى من فترة حديثة نسبياً بعد أن أحرزت شركاتها درجة كبيرة من التطور، لمدة 3 سنوات تقريباً من 1987م حتى مايو 1989م. ولذا الدول النامية رفضت التفاوض بشأن اتفاقية الملكية الفكرية، ولكن أخيراً لم يكن هناك بد سياسي لتجنب المناقشة والبدء في صياغة الاتفاقية، بحجة وجود فائدتين للدول النامية من التفاوض بشأن اتفاقية التربيس وهما، إمكانية استفادة الدول النامية من مجالات أخرى من خلال التفاوض في جولة أورجواي مثل تسويق المنسوجات والمنتجات الزراعية، ولكن فيما يتعلق بمعظم الدول يبدو أن الفوائد أقل بكثير عما كان يتوقع، وإن أوجدت اتفاقية التربيس نظام متعدد الأطراف لتسوية المنازعات، وهذا يعنى أنه لا يمكن اتخاذ إجراءات انتقامية من جانب واحد (مثل الإجراءات الانتقامية التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة وفقاً للقسم الخاص 301 من قانون تجارتها The USA on the basis of special section 301of their trade act unilateral وهذا يعنى أنه يجب وقف مثل هذه الإجراءات الانتقامية أحادية الجانب ومن الجدير بالملاحظة أن الكثير من الدول النامية غيرت قوانين براءتها على نحو يحقق منح الحماية ببراءة اختراع للطريقة والمنتج بالنسبة للأدوية وفقاً لاتفاقية التربيس، ومع ذلك القضية التي يمكن أن تطرح نفسها هنا هي كيف يتم التوفيق بين المصلحة العامة (السياسة الوطنية العامة) وبراءة اختراع الأدوية (المصلحة الخاصة)، التي ما زالت قلب النقاش وأربكت ليس فقط الدول النامية ولكن الدول المتقدمة أيضاً.
هذا ما سيتم تناوله بالتفصيل في هذا الكتاب بالإضافة إلى غيرها من النقاط، وذلك من خلال الفصول التالية: “الفصل الأول الأثر السلبي لإتفاقية التربيس في ظل براءة الإختراع، الفصل الثاني الاستيراد الموازي واستنفاد الحقوق، الفصل الثالث التراخيص الإجبارية وأثرها على الدواء، الفصل الرابع تطور اتفاقية التربيس وحماية المنتجات الدوائية، الفصل الخامس بدائل الدواء الكيميائي والأثر الاقتصادي للملكية الفكرية على الدواء”.