أبي آدم “قصة الخليفة بين الأسطورة والحقيقة”

نبذة عن كتاب أبي آدم “قصة الخليفة بين الأسطورة والحقيقة”

لقد كان حل اعتمادنا في عرض قصة الخليفة علي استنطاق آيات القرآن, باعتبارها المصدر الاول والاوثق الذي ينبغي اعتماده فذ هذا المجال, واستعنا بقليل من حديث رسول الله صلي الله علية وسلم, مما ساعدنا علي جلاء المعني القرآني, وكان التزامنا دائما بإقرار حملة من المبادىء الاساسية التي تقوم عليها القصة, وهي: الارضية : فحياة آدم , وموته, وما وقع بينهما .. كل ذلك من وقائع الارض واحداثها.. تسليما بحقيقة قررها القرآن في هذا الصدد في آيات كثيرة, مثل قوله تعالي: “والله انبتكم من الارض نباتا”, وقوله : ” منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخري” , الترابية : فقد خلق الله الخلق من التراب الارضي, وعناصره المعروفة.
البشرية : وهي حقيقة بدا بها وجود الانسان, كما تقرر في خطاب الله سبحانه للملائكة, الربانية : بما ميز الله به الانسان من النفخ فيه من روحه.. “ونفخت فيه من روحي” وبما طلب منه ان يحقق الربانية بإخلاص العبودية لوجهه سبحانه.
وهذا هو ما يلخص حقيقة الانسان وتعريفه بالاعتبار الوجودي والعلوي, فهو : ( مخلوق ارضي ترابي بشري رباني) , اما كونه (حيواناً ناطقاً) فذلك هو التعريف الذي وضعه المناطقة باعتباره ضمن حركة الحياة متميزاً من غيره من المتحركات الارضية, فإذا كان الذين فكروا في هذه القصة متفقين علي هذه المبادىء الاساسية ؛ فغن اختلافهم لن يعدو احيانا بعض التفاصيل التي لا يضر مثلها في تصور الاطار العام للقصة, وان كانت هناك تفاصيل اخري لم يتطرق الي ماقشتها السابقون .. تفرد هذا العمل بمناقشتها, واستخراج نتائج حاسمة منها .. ارحو ان يرضاها القارىء الذي يتتبع خيوطها.