نبذة عن كتاب يقول المتوصف
الأمثال الشعبية:
المثل الشعبي من أكثر مجالات الأدب الشعبي ارتباطاً بالإنسان، ومن أكثرها انتشاراً وشيوعاً بين الأفراد، لأن قوامه الإيجاز واللغة الدارجة المستخدمة في الحياة اليومية، مما يسهل حفظه وترديده، وفهم الحياة، وإيجاد قواسم مشتركة بين الفرد والآخرين. كما أنه يسهم في تبرير الكثير من الإشكالات، ويبني جسور التواصل دون الحاجة إلى المزيد من الإسهاب، والشرح، وطول الكلام، والعبارات المنمقة الطنانة.
من هنا، لا نجد غرابة في احتلال الأمثال الشعبيّة الصدارة في ثقافات الشعوب، فقد عاشت الأمثال مسافرة في الزمن متنقلة من جيل إلى آخر تستقي من تجارب الشعوب وحكاياتهم ومغامرتهم لنستخلص منها العبرة والحكمة. ونظراً لأهميتها ودورها، ذهبت العديد من هذه الثقافات إلى تبني أمثال مشتركة، مما يعزز الفهم والمفهوم الإنساني المشترك.
ويأتي معنى المثل الشعبي في المعاجم على أنه: “قولٌ مختصر جامعٌ للكلم، شائع الاستعمال يعتمد على التشبيه أو المجاز، غني بالمعاني، والحكم، والمواعظ، والدلالات”. وتبقى السمة الدائمة للمثل الشعبي أنه يعكس البيئة الطبيعيّة والاجتماعيّة والأنماط الاقتصاديّة السائدة في المجتمع. لهذا جاءت الأمثال الشعبيّة في الثقافة الإماراتية جامعةً لكل هذه البيئات، وكان من أوائل الأشخاص الذين أجادوا رصدها وتعمّقوا في شرحها وغاصوا في معانيها الباحث (الحظ مصبح فرحان الكويتي) في كتابه “يقول المتوصف” الذي تناول في جزئه الأول، وجزئه الثاني ثلاثة وخمسين مثلاً، وواحد وتسعين قولاً، وثماني عشرة حكمة جميعها تستمد تربتها من بيئات الإمارات: الصحراوية، والبحرية، والجبلية، علاوة على ذاكرته التي تستعيد الزمن الجميل في مدينة العين التي شكّلت مدرسته، ودفتره الذي حفظ ودوّن فيه كل الذكريات.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.