هل في القرآن تناقضات؟

نبذة عن كتاب هل في القرآن تناقضات؟

عندما تحدى محمد أعداءه بأن يأتوا بسورة من مثل السور التي أوحيت إليه، كان من المفترض أنهم لن يستطيعوا مواجهة التحدي، لأن السور التي تلاها محمد هي من عند الله، وما كان لبشر أن يتحدى الله. وليس من شك في أنه ليس من قبيل الصدفة أيضاً أن كلمة (آية) تعني علامة على القدرة وتعني أيضاً فقرة من الوحي. وعندما تمت كتابة الوحي شكل النص القرآني الذي بين أيدينا.. وفي الحديث عن جمع القرآن نجد أن كلمة (جمع) قد استخدمت في آيات قرآنية مهمة “لا تحرك به لسانك لتعجل به.. إن علينا جمعه وقرآنه.. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه.. ثم إن علينا بيانه”، ومن الممكن أن يكون التفسير الطبيعي لهذه الآيات: أن محمداً ما دام يتبع تلاوة من يتلو عليه (جبريل) فإن الله تكفل بجمع الآيات المتفرقة، أو التي أوحي بها في أوقات مختلفة، ليجعلها في سياق واحد.
إن القرآن كان يسجل فور نزوله.. ولقد تبوأ القرآن دائماً- في حياة المجتمع الإسلامي- مكان المركز، أو القطب، أو المحور، وصنع نسيج الحياة الإسلامية، والنظرة العقلية للعالم والكون.. وفي الحوار مع الإسلام، يجب أن يتخلى المسيحيون عن فكرة أن محمداً لم يتلق وحياً، وعن الأفكار الشبيهة، لقد وجد محمد الكلمات، أو المحتوى الشفهي حاضراً في وعيه.. وكان واعياً تماماً أنه لا دخل لتفكيره الواعي في هذه الرسالة القرآنية التي تصله. وبتعبير آخر، فقد كان يعتقد أنه يمكنه أن يفصل بين هذه الرسالة القرآنية وبين تفكيره لاواعي، الأمر الذي يعني أن القرآن لم يكن بأي حال من الأحوال نتاج تفكير محمد، ولقد فرض الله- سبحانه وتعالى- على علماء الإسلام فرائض ثلاث: (تبليغ الدعوة، وإقامة الحجة، وإزالة الشبهة)، ولقد تعلمنا هذه الفرائض من القرآن الكريم، الذي لم يترك شبهة من الشبهات- كبرت أم صغرت- ألقاها الوثنيون أو الدهريون أو اليهود أو النصارى، إلا ورد عليها وفندها.. وإنطلاقاً من هذا المنهاج القرآني كانت سنة متبعة في حياة علماء الإسلام الفكرية الرد على شبهات أعداء الإسلام، واليوم. وقد طلب منا- عبر شبكة المعلومات العالمية- التفنيد لهذه الشبهات الجديدة، التي تدعي وقوع تناقضات القرآن الكريم.. ها نحن -بحول الله ومعونته- نقدم هذا التفنيد لهذه الشبهات- التي صاغها أصحابها في خمس عشرة شبهة- هي في حقيقتها تقترب من الثلاثين.