موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (آيات الله في الآفاق – آيات الله في الإنسان)


غلاف كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (آيات الله في الآفاق – آيات الله في الإنسان)

نبذة عن كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (آيات الله في الآفاق – آيات الله في الإنسان)

إن الله جلّ جلاله خلق الكون بسماواته وأرضه، وخلق العوالم، وعلى رأسها الإنسان وفق أنظمة بالغة الدقة، ومن أبرز هذه الأنظمة نظام السببية، وهو تلازم شيئين وجوداً وعدماً، أحدهما قبل الآخر، فنسمي الأول سبباً، ونسمي الثاني نتيجة، ومما يكمّل هذا النظام الرائع أن العقل البشري يقوم على مبدأ السببية، أي إن العقل لا يفهم حدثاً من دون سبب، ومن رحمة الله بنا أن هذا النظام في الكون، وذاك المبدأ في العقل يقودنا برفق إلى معرفة الله مسبب الأسباب: الأقدام تدل على المسير، والماء يدلّ على القدير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدلان على الحكيم الخبير؟.
لكن هذا النظام نظام السببية يخرق أحياناً.. متى وكيف؟ حينما يأتي إنسان ويقول: إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ منهج الله فلا بد من أن يطالب الناس ببرهان، على أنه رسول الله، وعلى أن الكتاب الذي جاء به هو من عند الله تعالى، وهنا تأتي المعجزة لتكون برهاناً على صدق إرسال النبي ومصداقية منهجه، والمعجزة في بعض تعاريفها خرق لنواميس الكون ولقوانينه، ولا يستطيعها إلا خالق الكون، لأن هو الذي وضع القوانين والنواميس، يعطيها لرسله لتكون برهاناً على صدقهم في إرسالهم، وصدقهم في إبلاغهم عن ربهم، والمعجزة ممكنة عقلاً غير مألوفة عادة، فهناك فرق بين أن يحكم العقل على شيء بإستحالته، وأن يعلن عجزه عن فهم هذا الشيء، مقدم العلم بالشيء لا يلزم العلم بعدمه، ثم إن الكون بمجرّاته وكازاراته، بكواكبه ومذنباته، بالمسافات البَينْية، والسرعات الضوئية، بججوم النجوم، بدورانها، وتجاذبها، وأن الأرض بجبالها، ووديانها، وسهولها، وقفارها، ببحارها، وبحيراتها، ينابيعها، وأنهارها، بحيواناتها، ونباتاتها، بأسماكها، وأطيارها، بمعادنها، وثرواتها، وإن الإنسان بعقله، وعاطفته وأعضائه وأجهزته، بفطرته وطباعه، بزواجه وذريته، هذه كلها معجزات، وأية معجزات، وبكلام مجمل: الكون بسماواته وأرضه هو في وضعه الراهن، من دون خرق لنواميسه، ومن دون خروج عن نظامه، هو في حدّ ذاته معجزة، وأية معجزة!.
غير أن الإنسان لإنهماكه بمشاغله، وغفلته عن خالقه، ولطول أُلفته لما حوله ينسى وجه الإعجاز في الكون، ويغفل عن عظمة الخالق فيما خلق، فيحسب جهلاً منه، وغروراً أن المعجزة هي تلكم التي تخالف ما ألفه واعتاده، ثم يمضي هذا الإنسان الجاهل فيتخذ مما ألفه واعتاده مقياساً لإيمانه بالأشياء، أو كفره بها، وهذا جهل عجيب في الإنسان، على الرغم من إرتقائه في مدارج المدنية والعلم، فتأمل يسير من الإنسان يوضح له بجلاء أن الخالق جلّ وعلا الذي خلق هذا الكون المعجزة ليس عسيراً عليه أن يزيد فيه معجزة أخرى، أو أن يبدل، أو أن يغير في بعض أنظمته التي خلق العالم وَفْقَها.
والشيء والمهم هنا أن نعلم أن الرسل السابقين بُعثوا لأقوامهم ليس غير، فكانت معجزاتهم حسية محدودة بالزمان والمكان الذي بعثوا فيه… أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأرسل إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، فينبغي أن يكون من معجزاته ما هو مستمر – ولذلك كانت آيات الإعجاز العلمي في الكتاب والسنّة معجزة علمية نصيّة.
ففي القرآن الكريم ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون، وعن خلق الإنسان، وهذه الآيات تقترب من سدس القرآن، وهي بمثابة دعوة إلهية إلى التفكر، لذلك ورد في الأثر: “تفكر ساعة خير من قيام ليلة”، ولحكمة إلهية بالغة لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآيات، لذلك تركت هذه الآيات للعصور اللاحقة، ليكشف التقدم العلمي في كل عصر جوانب الإعجاز فيها، وبهذا يكون القرآن الكريم، بما فيه من آيات كونية معجزة مستمرة إلى يوم القيامة.
من هنا، تأتي أهمية هذه الموسوعة التي تتمحور حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة وفيها يحاول الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي بإسلوبه العلمي الرصين الكشف عن الآيات التي وردت في القرآن الكريم وكذلك ما ورد في السنّة الشريفة من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله فيما يمثل أخباراً عن حقائق علمية كشف عنها العلم وما زال يكشف لتكون بمثابة آيات إعجاز الله تعالى في الآفاق وفي الإنسان.في هذا الكتاب دراسة موضوعية دينية علمية للآيات الكونية، ومعجزات الله غز وجل في رحاب الكون الواسع، وما يضمه من براهين ساطعة على القدرة الإلهية المطلقة فيما خلق وأبدع.
إنه كتاب حي في استيعابه واستقصائه؛ لكل ما انبث في هذه الحياة من دلائل على قدرة الله سبحانه، وحجج قطعية تقود كل متفكر إلى الإيمان بالخالق العظيم، والمربي الحكيم.
وقد قادنا المؤلف في رحلة ممتعة ومفيدة، حيث جمع بين دفتي كتابه ما يهم القارئ من الإطلاع على المعجزات الإلهية في هذا الكون الفسيح.
وكانت رحلته مستوحاة من ثنايا المصادر الموثوقة، والمراجع المعتمدة، وهي أكثر من فئة وخمسين مصنفاً، فلخصها في هذا الكتاب، وقدم للمطلع زاد التجربة، ولباب القراءة المثمرة؛ في أسلوب علمي مشرق، يجمع بين حلاوة العبارة ودقتها، وسلاسة اللفظة وجزالتها، مع الوضوح، وانتقاء الكلمات الدالة على المعنى المراد؛ وبذلك كان النتاج يفي بالمطلوب، ويحقق الغاية المنشودة.

Description

بيانات كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (آيات الله في الآفاق – آيات الله في الإنسان)

العنوان

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (آيات الله في الآفاق – آيات الله في الإنسان)

المؤلف

محمد راتب النابلسي

الناشر

دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع

تاريخ النشر

27/08/2010

اللغة

عربي

ردمك

9789933110437

الحجم

24×17

عدد الصفحات

885

الطبعة

5

المجلدات

2

النوع

ورقي غلاف كرتوني

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (آيات الله في الآفاق – آيات الله في الإنسان)”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *