مسار التجربة الحزبية في مصر 1974 – 1995

نبذة عن كتاب مسار التجربة الحزبية في مصر 1974 – 1995

تهتم هذه الدراسة برصد التجربة الحزبية في مصر والجدل لم ينقطع حول جدوى هذه التجربة وفائدتها، وإذا كانت هذه التجربة تعد أحد أهم التطورات التي شهدها المجتمع المصري في السبعينيات فإن مسار تطورها وتأثيرها على الساحة السياسية والتطور الديمقراطي قد جعل من جدواها محل شك كبير، ولكن ذلك لا ينفي أ، التعددية الحزبية تعد أهم متطلبات التطور الديمقراطي، ولذا-رغم الجدل حول جدوى التجربة برمتها- تأتي هذه الدراسة كمحاولة لتحليل نقاط الضعف وأوجه القصور لهذه التجربة، ومحاولة تقديم تصورات لمعالجتها وسد ثغراتها، وتهدف الدراسة إلى تتبع مسار التجربة الحزبية في مصر خلال عهدي الرئيسين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، ورصد أهم السمات والملامح المميزة لها، ومراحل تطورها، ومنحنيات صعودها وهبوطها، والعوامل التي أثرت في وضعها الحالي، مع تحليل طبيعة العلاقة بين النظام السياسي والمعارضة خلال هذه الفترة، وأبعاد الدور الذي لعبته القيادة السياسية في التأثير في مسار التجربة الحزبية.
وتتركز هذه الدراسة في رصد التجربة الحزبية المصرية وتحليلها خلال الفترة 1974-1995، مع دراسة طبيعة العلاقة بين النظام والمعارضة، والأطر القانونية والدستورية الحاكمة لمسار التجربة، وإمكانية تداول السلطة بين الأحزاب كأهم المؤشرات لطبيعة هذا التطور ومساره، وذلك من خلال تحليل نتائج الانتخابات التي أجريت خلال هذه الفترة.
وتنبثق عن محاولة رصد مسار التجربة الحزبية خلال هذه الفترة عدة تساؤلات بحثية يمكن إجمالها فيما يلي: 1-ما العوامل والمتغيرات التي أثرن في مسار التجربة الحزبية في مصر خلال الفترة 1974-1955؟، 20ما طبيعة القيود القانونية والفعلية التي ارتبطت -ولا تزال- بتجربة التعددية الحزبية في مصر؟، 3-كيف أدارت القيادة السياسية عملية الانتقالية نحو التعددية؟ وكيف تطور أداء القيادة في مواجهة أزمات التجربة الحزبية؟، ما طبيعة العلاقة بين النظام السياسي والمعارضة خلال الفترة محل الدراسة؟.
وتنقسم الدراسة بعد المقدمة إلى فصلين تليهما خاتمة، حيث يتناول الفصل الأول مسيرة التجربة الحزبية في مصر خلال حكم الرئيس محمد أنور السادات في الفترة 1974-1981، ويعني برصد أسباب التحول إلى التعددية السياسية خلال السبعينيات، وأبرز العوامل التي أثرت في ميلاد التجربة الحزبية المصرية وحددت ملامحها ومراحل تطورها، والدور الذي لعبه الرئيس السادات في ذلك، من خلال القرارات والقوانين التي أصدرها، وأثرت في بدايات هذه التجربة، كما يدرس طبيعة العلاقة بين النظام الحاكم والمعارضة، المشروعة وغير المشروعة منها، خلال هذه الفترة.
أما الفصل الثاني فيرصد مسيرة التجربة الحزبية المصرية خلال حكم الرئيس محمد حسني مبارك في الفترة 1981-1995، مركزاً على أبرز العوامل التي أثرت في هذه المسيرة، وشكلت وضعها ومأزقها الراهن، كما يبرز أثر القيادة السياسية لمبارك في تطور التجربة.
وتلي هذين الفصلين خاتمة تتضمن قراءة في انتخابات مجلس الشعب المصري عام 2000، وأبرز الظواهر والنتائج والدلالات التي جسدتها، وتلقي الضوء، كذلك على أبرز تحديات التجربة الحزبية والتطور الديمقراطي في مصر، ومعوقاتها.