نبذة عن كتاب مسؤلية الفتوى وعلاقتها بالوسطية والتطرف فى واقع الحياة المعاصرة
ولئن كانت الحاجة قائمة إلى الفتيا الراشدة فى كل عصر مضى، فإن الحاجة إليها فى عالم اليوم أشد وأبقى، فقد تمخض الزمان عن نوازل لا عهد للسابقين بها، وعرضت للأمة قضايا لم يخطر ببال أحد وقوعها، وجدت وسائل للفتيا وطرائق معاصرة لإصدارها، وهذا كله يتطلب ضبطا وإحكاما يتناسب وأهمية الفتيا وعظيم خطرها، علاوة على ملاحظات كثيرة حول من يتصدى للفتيا من غير أهلها.
وهذا البحث يؤكد أهمية تناول موضوع: مسؤلية الفتوى على مائدة البحث العلمى الجاد، وضبطها بضوابط (الوسطية) التى هى جوهر الإسلام الحنيف. كما يتجه البحث للكشف عن اقتحام مجال الفتوى، والتصدر للإفتاء من جهة غير المتخصصين في العلوم الفقهية، وعدم خبرتهم بواقع الناس المعيش، فى عصر تطورت فيه الأحوال الأمم تطورا مذهلا، وقد سلك غير المؤهلين للفتيا مسلك المغالاة والتطرف فى الحكم على بعض المسائل والفروع فى الحياة المعاصرة. على أن هذا التطرف يأتى تحت مظلة العمل الدعوى من أجل الإسلام والذى يصاحبه انتماءات مذهبية متعددة، وهذا واقع بالفعل.
فى حين نجد البعض الآخر يعمل على الترويج لفتاوى بعينها، لتأخذ مسارها في الانقضاض على بعض ثوابت الإسلام، ثم تنتشر هذه الفتاوى عبر الوسائط المعلوماتية الحديثة، مما يستوجب الحذر والتنبيه، والله تعالى غالب على أمره.
ولأهمية هذا الموضوع أتناوله بالبحث العلمى فى جانبيه النظرى والتطبيقى، ذلك مع مافيه من صعوبة ودقة وخطورة.
ويأتى هذا البحث فى مقدمة وفصلين وخاتمة.
المقدمة: فى بيان الفكرة البحثية وأهميتها، وتتضمن كذلك الخطة المتبعة التي يتم عرض البحث فى إطارها.
الفصل الأول: فى مسئولية الفتوى.
ويحتوى على أربعة مباحث.
المبحث الأول: فى تعريف الفتوى وحكمها ومنزلتها.
المبحث الثانى: شروط الفتوى.
المبحث الثالث: فى تنظيم الإفتاء فى الدولة الإسلامية.
المبحث الرابع: الأثر المترتب على الخطأ فى الفتيا ورجوع المفتى عن فتياه.
الفصل الثانى: علاقة الفتوى بالوسطية والتطرف فى واقع الحياة المعاصرة.
ويتضمن ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: ظاهرة الإفتاء في عالم مفتوح.
المبحث الثانى: ظاهرة الاعتراض على الفتاوى.
المبحث الثالث: التطرف في الفتوى.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.