مجموع أشعار الصعاليك في العصر الجاهلي

نبذة عن كتاب مجموع أشعار الصعاليك في العصر الجاهلي

أطلقت العرب عليهم وصف الصعاليك، ومضينا مع العرب فى اعتماد هذا الوصف، على الرغم من أننا نراه وصفاً مظلوماً ؛ فالصعلوك هو فقير، وليس كل فقير لص، والعنف والسرقة ليسا موقوفيْن على الفقراء، ولكن، على كل حال هكذا سمَتهم العرب وقالت: الصعاليك ذؤبان العرب .
يمكننا القول بأنا وجدنا الاهتمام الأكبر يكاد يكون موقوفاً على مشاهير الصعاليك، وخصوصاً الأربعة الكبار، الشًنْفَرَى، وتابط شًرا، والسُلَيْك بن السُلَكَة، وعروة الصعاليك وهو عروة بن الورد العبسي، ووجدنا الاهتمام بغيِرهم يقل حتى يندر، بل إنه فى بعض الأعمال يكاد ينعدم، أو بالفعل ينعدم، على الرغم من أنها اعمالٌ تحمل عنوان “ديوان الصعاليك” .
وهذا الذى بين يديك، ليس أول شْيٍ يحمل معنى هذا العنوان ولكنه،ونأمل أن نكون موِفَقين، يحمله ويجمع تحته حصَرا كاملاً لما أمكننا من اشعار الصعاليك، حتى الذين تقل أخبارهم وتقل ـ بالتالى ـ أشعارهم وتندر حتى لا يكون لبعضهم سوى البيت والالبيتين، والخبِر والخبرين، هؤلاء، رأينا من عزم الأمور أن نثبتَ أْنباءهم، وما بلغَنا من خبر عنهم وشعرً لهم؛ ما دمنا وصمْنا جِلْدةَ كتابنا بعنوان هو: “مجموع اشعار الصعاليك “، ولذا قد نجدُنا لا نخطُىء كثيرا، أو حتى أبدا، زعمنا أننا أضفنا إلى الاهتمام بالصعاليك المشاهر اهتماماً لا يقل اهمية بالمغامير، مثل حاجز الأزدى ومرة بن خليف، وقرين بن مصاد، ثم الإخوة عمرو بن جابر والسمع بن جابر وكعب حدار، وهم إخوة تأبَطَ شرا وكانوا من أفراد عصابته.
كما رأينا أن نثبت فى عملنا شعر قيس بت الحدادية، وهو من الخلعاء، خلعته عشيرته خزاعة لكثرة ما جَر عليها، فجمع منسرا من الشذاذ وصار يغير بهم ويقطع الطريق ويحرب أموال الناس، وقد ضمه الدكتور يوسف خليف إلى طائفة الصعاليك، ربما لسيرته التى لا تختلف كثيرا عن سيرتهم.
لم نزعم إذن أن عملنا هذاـ المتواضع ـ ينفرد بهذا الموضوع، والآن نُقِرٌ ـ وبوضوح ـ أنه لم يكن منعزلاً عن الأعمال التى سبقته إلى نفس الموضوع، وإنما كان نهْلاٌ منها تارة، واعتماداً عليها تارة، وإضافةً إليها تارة أخرَى، ونأمل أن نجد فيه إكمالاً، وزيادةً فيها ، وإتماماً لفائدتها .