نبذة عن كتاب كتاب الإعتبار
عاش أسامة شهماً فارساً، وزها مجاهداً مقاتلاً، ولمع أدبياً وشاعراً، تلهى صياداً، زار بيت المقدس في فلسطين، وحج إلى الحرمين، وتنقل بين معظم العواصم الإسلامية من مدنية ودينية، عاشر نور الدين، وتصيد مع زنكي، وصاحب الخليفة الحافظ وخلفه الظافر، تعرف شخصياً ببوهمند وتنكرد وفلك من الافرنج الصليبين وخصه قبيل وفاته بدمشق عن 96 عاماً قمرياً صديقه صلاح الدين الأيوبي بعطفه، آخي الافرنج – ولا سيما الفرسان منهم – في حين السلم وقاتلهم في حال الحرب، كما قاتل غيرهم من الاسماعيلية وسائر العرب – فضلاً عن الأسد والوحوش، وأخيراً في اواخر أيام حياته دون لنا كل ما خبره بالذات، وعرفه من مصادره الأصلية، في مذكرات شائقة رائعة قل نظيرها – من حيث الأمانة في النقل، والصدق في الرواية، والدقة في الملاحظة، والنكهة في التعبير – في مجمل آداب اللغة العربية.
فحياة أسامة أذن تمثل لنا الفروسية الإسلامية العربية على ما ازدهرت في ربوع الشام في أوسط القرون الوسطى والتي بلغت حدها الكامل في صلاح الدين، وسيرته تتضمن موجز تاريخ البلاد في القرن الثاني عشر – قرن التجريدات الصليبية الثلاث الأولى، ومذكراته الموسوعة “كتاب الاعتبار” مرآة تتجلى فيها المدنية الشامية في اجلى مظاهرها – وذلك ليس بحد ذاتها فقط بل بالمعارضة مع المدنية الافرنجية التي قامت إلى جانبها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.