نبذة عن كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير
الحمد لله الذي جعل الإنسان هو الجامع الصغير، فطوى فيه ما تضمنه العالم الأكبر الذي هو الجامع الكبير، وشرف من شاء من نوعه في القديم والحديث، بالهداية إلى خدمة علم الحديث. وأوتد له من مشكاة السنة لاقتباس أنوارها مصباحاً وضاحاً، ومنحه من مقاليد الأثر مفتاحاً فتاحاً. فهذا ما اشتدت إليه حاجة المتفهم، بل وكل دارس ومعلم، من شرح على الجامع الصغير للحافظ الكبير الإمام الجلال الشهير، بنشر جواهره ويبرز ضمائره، ويفصح عن لغاته، ويفصح القناع عن إشاراته، ويميط عن وجود خرائده اللثام، ويسفر عن جمال حور مقصوراته الخيام، ويبين بدائع ما فيه من سحر الكلام.
هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفاً، ومن الحكم المصطفوية صنوفاً، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه، وبالغت في تحرير التخريج، فتركت القشر وأخذت اللباب، وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب، ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب، وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب. ورتبته على حروف المعجم، مراعياً أول الحديث فما بعده، تسهيلاً على الطلاب وسميته: “الجامع الصغير من حديث البشير النذير” لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته جمع الجوامع، وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.