نبذة عن كتاب فن صناعة المودة والرحمة للنساء فقط
من أعظم النعم الإلهية بعد نعمة الإيمان والتقوى أن أنعم الله على عباده بنعمة الزوجية، وفيها ما فيها من معاني الألفة والمودة والرحمة، مما يساعد على سير الحياة سيراً طبيعياً كما أرادها الله تعالى، لتكون معبراً إلى دار القرار، وطريقاً معبداً يسلكه السائر حتى يصل إلى مراده ومقصوده. وليس أبلغ من التعبير القرآني العظيم في وصف علاقة الزوجية بكونها (الميثاق الغليظ)، قال تعالى “وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً”، وبما تعنيه الكلمة القرآنية من بلاغة وروعة من العهد والقوة والتأكيد الشديد لأهمية الحفاظ عليه والوفاء به.
وليس من نافلة القول أن نكثر الحديث عن المشاعر والود أو نتحدث عن الحب والأشواق التي تختلج في الصدور، والمودة والرحمة التى تشئها العلاقة الزوجية فنجعل منها بركاناً يتقد أو مناجاة يسمع لها دوي يفطر القلوب الحية، وهل بقي للناس غير المشاعر؟! وقلما تصفو الحياة بغيرها، إنها تحس ولا ترى، تلك هي لغة المشاعر والحب والشوق، وكيفية التعامل معها والأنس بها بما يملأ الزمان والمكان. وقليل هم أولئك الذين يحسنون التعامل مع هذه القلوب وتلك الأرواح فيبلغون فيها عبقرية جادة، فيهنأون بعيش كريم ويسعدون غيرهم بجمال الكون وما فيه.
أن الزوج هو رفيق الدرب، وشريك الحياة، والمؤنس في الوحدة، وقد خلقت الزوجة ليسكن إليها، والمرأة -بحكم ما أودع الله فيها من أسرار- مخلوق وديع، وجنس لطيف تحبه النفس وتتعلق به، وتأنس إليه، وتهش له لكونه مخلوقاً راقياً يحمل المشاعر الدافقة، والعواطف الكامنة، والأحاسيس الدافئة، والعطاء المتجدد الذي لا نهاية له، مما يجعل الكون جميلا ولطيفاً في أجوائه وآفاقه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.