نبذة عن كتاب عوالي الأسانيد من نفائس السنة النبوية
يعد الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي المتوفي سنة (643هـ) ممن اعتنى بحفظ متون الحديث ومعرفة غريبها وفقهها، مع حفظ أسانيدها ورجالها، وتمييز الصحيح من السقيم، وقام بجمعه وكتابته وسماعه وطلب العلو فيه ورحل إلى بلدان شتى تحقيقاً لهذه الغاية الشريفة، وقد الف عدداً كبيراً من المؤلفات في علم الحديث الشريف من أهمها: (الأحاديث المختارة)، ومن مؤلفاته التي تدل على علوم سنده: (من عوالي الحافظ الضياء تخريجه من الموافقات في مشايخ الإمام أحمد بن حنبل).
والمعروف عن الحافظ الضياء أنه من أصحاب الأسانيد العالية التي تميز بها عن معاصريه. وطلب العلو الذي هو قلة الوسائط في السند، أو قدم سماع الراوي أو وفاته سنة عمن سلف، وهو سنة صحيحة. وقال بعضهم: من أدرك إسناداً عالياً في الصغر رجا عند الشيخوخة والكبر أن يكون من قرن أفضل من الذي هو فيه والذي بعده ويليه، وهذا ما دل عليه قول محمد بن أسلم الطوسي: قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله عز وجل.
هذا وقد أوضح الحافظ الضياء أهمية هذا الكتاب: فقال في آخره: وهذا أعلى ما يقع من الروايات فبين النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا فيه سبعة أنفس. والملاحظ أن هذه الأحاديث قد رواها الحافظ الضاء عن عدد من الصحابة رضوان الله عنهم وكانوا من المعمرين وهم: أنس بن مالك رضي الله عنه، سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه، عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه، أبو سليمان نافع العبدي رضي الله عنه، أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبد الله ابن أم حرام رضي الله عنه، هرماس بن زياد الباهلي رضي الله عنه، يوسف بن عبد الله بن سلام رضي الله عنه، قدامة بن عبد الله الكلابي رضي الله عنه، العداء بن خالد رضي الله عنه، عكراس بن ذؤيب رضي الله عنه، زهير بن صرد رضي الله عنه.
وبالنظر لأهمية الكتاب فقد اعتنى بتحقيقه حيث تم الاهتمام بالترجمة للأعلام وتخريج الأحاديث، وشرح بعض الألفاظ التي تحتاج إلى بيان، وصنع فهرساً للأحاديث الشريفة، وفهرس آخر لشيوخ الضياء أصحاب الأسانيد العالية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.