نبذة عن كتاب شرح مشكل خلع النعلين واقتباس النور من موضع القدمين ويليه متن خلع النعلين
هذا مؤلف يشرح فيه الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي كتاب «خلع النعلين واقتباس النور من موضع القدمين» الذي ألفه أحمد بن الحسين بن قسي.
وجلي أن نشير إلى أن ابن قسي ختم كتابه بقوله: وذلك أني تركت في هذه المقالة الكلام في الأمورِ الظاهرة من علم النفسِ إلا ما لم يكن منه بد، ورفعت الحجاب، ودللت على الأسرار المكنونة في الكتب المخزونة في زوايا الكتاب المضنون بها بالتصريحِ تقَربا إلى الإخوان، وتيفنت بأن الزمان قد خلا مِن الوارثين لهذه الأسرار، وأفقَر من المتقدمين والمقتدرين عليها، ثم حرمت على جميعِ من يقرأه من الإخوان أن يبذله لنفس شريرة أو معاندة أو يطلعها عليه، أو يضعه في غير موضعه، وجعلت الله خصمهُ، و المسئول التوفيق أن ينعم به، والحق أن يهدي إليه برحمته.
ويبدو أن وصية كهذه ساهمت في إحاطة هذا الكتاب بهالة من السرية دفعت بعض المحيطين بالشيخِ الأكبرِ إلى أن يطالبوه بشرحه، كان ذلك بعد استقراره بدمشق، حيث أشار في شرحه إلى بعض مؤلفاته المتأخرة ومنها «الفتوحات المكية».
غير أن ابن العربي لم يتعرض بالشرحِ إلا ما هو مشكل في الكتاب، ورأى أن ابن قسي كان من أهل الفضل والأدب، ومعرفة كلام العرب، لذا يجب الوقوف على لفظه وبيان قصده، إذ العالم باللسان الفصيحِ لا يضع كلمة في غير موضعها، ومن هذا المنطلق بدأ الشيخ الأكبر في الوقوف على المواضعِ المشكلة في كلام ابن قسي، فنراه مرة يثني عليه، ومرة يصفه بعدم الذوق، ومرة يصحح ما يراه خطأ وقع فيه، ومرات يشير إلى أن الأمر الذي ذكره هذا الشيخ لا يكون على التحقيق كما ذكره.
وعلى الرغمِ من المتعة التي يجدها قاريء هذا الشرحِ، وما يجده من علم فيه، إلا أنه قد يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا يشرح ابن العربي كتابا لرجل لا ذوق له في كثيرٍ مما أثبته في كتابِه، بل لا معرفة له بمقام نفسه؟ مع إقرارِ الشيخ الأكبر له بأنه من أهل الفضل والأدب والدراية باللغة.
يبدو أن ابن العربي كان يعلم أن الناس قد تنسب كل صوفي أندلسيٍّ إلى ابن برجان وابن العريف وابن قسي، فأراد أن يقول لهم إنه لا يرى ابن قسي على وجه الخصوص من أكابر صوفية الأندلس الذي ينبغي أن يقتدي بهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.