دراسات في سوسيولوجيا الأزمة الجزائر نموذجاً

نبذة عن كتاب دراسات في سوسيولوجيا الأزمة الجزائر نموذجاً

تتجسد الأزمة فى جزائر اليوم فى ظواهر إجتماعية تنخر أسس المجتمع وتكاد ترمى به إلى مصاف المجتمعات التى توصف بـ “اللامجتمعات”, ولا يختلف إثنان حول ظاهرة العنف التى تمثل خطراً متزايداً على إستقرار المجتمع.
الدكتورة فيروز زرارقة تتناول الظاهرة من زاوية دقيقة تحاول من خلالها تبيان العلاقة القائمة بين سلوكيات التلاميذ العنيفة فى المؤسسات التعليمية الجزائرية وبين نمط ثقافى وافد, هو النمط الأمريكى.
تتبع الدكتور عبد الرازق أمقران والأستاذ عادل غزالى أثار الأزمة المقنعة فى إحدى هذه الفضاءات وهى الجامعة, فى عملين بين الأول منهما بأن فضاء الجامعة يوفر غطاءاً أخلاقياً لممارسة غير أخلاقية هى تعاطى المخدرات. أما العمل الثانى فيبين بأن الأزمة حاضرة فى الجامعة بكل ثقلها لأن هذا الفضاء يغلب منطق الكم على منطق الكيف.
الأستاذ دريس نوري يقترب من الأزمة الجزائرية من زاويتين: يبين فى المقالة الأولى الشرخ الحاصل بين مفهوم المجتمع المدنى كمشروع سياسى أفرغ من المحتوى الذى من المفروض أن يستحضر فى بناء المجتمع المدنى وإستبداله بمحتوى أخر يعيش فقط بين ألفاظ وتعابير الخطاب السياسى, وبين الشروط الموضوعية والتاريخية التى أفرزها التاريخ والتى مكنت وتمكن الشعوب من بناء المجتمع المدنى. أما المقالة الثانية التى خصصها لذوى الإحتياجات الخاصة من خلال تناول موضوع الموهوبين فى الجزائر, فقد بين فيها الأستاذ بأن الأزمة- دون أن يذكرها- تتجسد بشكل بارز فى ضعف الدولة أو عجزها من خلال المؤسسات التى تمثلها عن إكتشاف هذه الشريحة.
أما الأستاذ زين الدين خرشى فقد حدد لمقالته منطلقا قيميا لولوج متاهات الأزمة الجزائرية. أكد الاستاذ فى عمله على أهمية الكلمات فى التقرب من الأزمة, لأن الكلمات “حبلى” بالمشاريع, التصورات, التوقعات.
يعود الدكتور عبد الرازق أمقران والأستاذ زين الدين خرشى فى الفصل الأخير ويقدمان مجموعة من الأفكار الأولية فى مواضيع بحثية لم ينضج التفكير فيها, تؤلف فى مجملها مقاربات غير متداولة فى دراسة الأزمة الجزائرية.