دراسات في تاريخ الحياة الإسلامية “رؤية حضارية”

نبذة عن كتاب دراسات في تاريخ الحياة الإسلامية “رؤية حضارية”

لا طريق أمام الإنسانية -كما نرى- ولا أمام المسلمين -من باب أولى- إلا طريق الإسلام… وها هى مسيرة التاريخ وقوانينه، التى يجب أن يقرأها المسلمون كما ينبغى أن تقرأ، تثبت ذلك… ولقد أصبح واجباً علينا أن نعيد قراءة كتاب ربنا، وسنة نبيه (عليه السلام)، وحركة تاريخنا الإسلامى.. بل وحركة التاريخ الإنسانى، فى ضوء علم السنن الربانية، وتفسير التاريخ، تفسيراً إسلامياً، منطلقاً من حديث القرآن، المستفيض عن قصص الأنبياء، وقصص الأمم السابقة، بدءاً من موقف إبليس من آدم، وتفضيل الله لآدم (عليه السلام).. لأنه أعطاه العلم والإرداة: (وعلم آدم الأسماء كلها).. وصولاً إلى ما نفقهه من سيرة محمد خاتم الأنبياء “صلى الله عليه وسلم” التى قدمت لنا دروساً فى التعامل مع كل ظروف الحياة، بمثالية وواقعية فى سياق واحد.. لقد عمد كثيرون إلى تقديم رؤى منحرفة، فى تفسير تاريخنا الإسلامى، ووقفوا فى رؤية حركة تاريخنا، عند مستوى الحياة السياسية والعسكرية، وأغفلوا عن عمد -أو جله- شتى مستويات الحياة، التى صنعتها الحياة الاجتماعية، والاقتصادية الإسلامية، أو بإيجاز حركة (صناعة الحضارة) بواسطة الأمة، التى اصطفاها الله، وجعلها خير أمة..
وتأتى هذه البحوث -فى هذا الكتاب- لتقدم صوراً من جوانب حركة حضارتنا، التى ظلمها الجاهلون والمتآمرون، ومن هذه الرؤى المتكاملة، سوف ندرك عظمة هذه الحضارة.. ومستويات عطائها العقلى والقيمى والإنسانى، عبر عشرة قرون أو أكثر.. ومن ثم نتقدم خطوة فى إزالة الأتربة والمظالم، التى وقعت على هذا التاريخ.
ومع ذلك لا يجوز لنا أن ننسى أنه تاريخ بشر يعتورهم الضعف والنقص، ويبذلون المحاولات للوصول إلى الحق فيصيبون ويخطئون، لكنهم يرتبطون بثوابت… ويؤمنون بأن تاريخهم العظيم ليس تاريخ ملائكة أو معصومين، وإنما هو تاريخ أفضل البشر.. ومن الله التوفيق والسداد.