نبذة عن كتاب حكايات عصرية تحت مجهر الإسلام
للقصة دور كبير في صناعة العقول وصياغة القلوب والمواقف والمبادئ، وهي مادة لصناعة الفكر والثقافة والسياسة والولاء، ويدرك المربون وأهل الأدب وعلوم الإنسان والإجتماع أن للقصة دور معتبر في تشكيل أفكار الإنسان عن كل ما يحيط به من عوالم، وما يشعر به ويتحسسه من جوامد ومتحركات، وما يقع أمامه أو بعيداً عنه من أحداث ووقائع، وما يصدر عن الأفراد والجماعات من أفعال وتصرفات.
وهي كما نعلم أفضل مروّض لأشد القلوب قسوة، فهي تُذيب جليد الغلظة وتدك حائط الغفلة، فتنشر اللين والرقة في أركان القلب، فتُحوله إلى طاقة للحب والخير، وهي أيضاً، سبب إغتراب هذه الأجيال في كل أصقاع العالم، فقد استطاع صُنَّاع الأفلام أن يسحروا العقول ويسلبوا القلوب، فكان من نتائج ذلك أن أصبح إنسان هذا العصر من كل الأعمار ومختلف الثقافات يعيش واقعاً مغايراً لواقعه الإجتماعي والثقافي… واقعاً آخر يطفح بالأحلام البعيدة والأماني الكاذبة… واقعاً أصبح فيه الشغف بالمغامرة هدفاً، والإقتنان باللعب عقيدةً، والعنف هواية.
لذلك تعتبر القصة من أخطر وسائل غرس القيم والموجّهات، وصياغة الإهتمام والإنتباه، وتوجيه الأضواء على نماذج وشخوص بعينها، بوصفها نجوماً يُفتدى بها، وأرباباً تتأله بها الأفئدة، وقد أدرك أهل التربية مبكراً مدى ضرورة تنظيم صفوفهم لجعل القصة وسيلة تثقيف وتهذيب، ولا زال رهانهم الأساسي هو إنتاج مواد قصصية هادفة قادرة على المنافسة، يتم ترويجها عبر مختلف الوسائط، لتحمل إلى القلوب والعقل المثُل والفضائل في قوالب يستسيغها الذوق، وينتعش بها الخيال، وتطرب لها الأنفس، وهذا ما قامت به دار المكتبي من خلال نشر هذا الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.