نبذة عن كتاب حقائق إسلامية ورسائل معرفية فى الدين والفلسفة
في الصفحات التالية نحاول إلقاء الضوء على بعض المفاهيم الهامة التي لها آثارها البعيدة في فكرنا المعاصر، فلا يخفي على أحد ما للفهم الصحيح للذين من تأثير إيجابي عميق على تفكير المتدينين وسلوكهم، وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للدين فإن الأمر لا يقل أهمية وخطورة بالنسبة للفسلفة التي تعتمد العقل الإنساني أساسًا راسخًا للدور الذي تضطلع به في حياة الافراد والجماعات على السواء، وهذا كله يدعونا إلى أن نبحث عن الطريق السوي للهروج من متاهات الفهم الخاطئ للدين من ناحية، ومن متاهات الضلال العقلي من ناحية أخرى.
ونظرًا لأنه يكاد يكون هناك إجماع في الشرق وفي الغرب على أن الفيلسوف المسلم ابن رشد يعد واحدًا من عظاء التنوير في العالم، فقد كان لزامًا علينا أن نوضح مفهوم التنوير في فكره، وإذا كان ابن رشد – بعد مرور ثمانية قرون على وفاته – لا يزال يحظي بهذه المكانة حتى يومنا هذا فإن ذلك لا يعني أن الساحة الفكرية قد خلت من بعده من قادة التنوير والإصلاح على المستويين الديني والفكري، ومن هنا لم يكن يجوز لنا في هذا الصدد أن نتجاهل رائد الإصلاح والتنوير في العصر الحديث وهو الشيخ محمد عبده الذي كان لفكره الديني والفسلفي تأثير واضح.
وفي ختام هذه المقدمة نود أن نشير إلى أن الفصول الاربعة التي يشتمل عليها هذا الكتاب – الذي صدر في الأصل تحت عنوان (الدين والفلسفة والتنوير) والذي يشكل الباب الأول من هذا المجلد – قد كتبت في الأصل في مناسبات مختلفة وفي فترات متباعدة، ولم يكن الهدف عند كتابتها أن تجمع في كتاب، ولكن القارئ سيدرك بفطنته أن هناك خيطًا واحدًا يربط فيما بينها، وهدفًا مشتركًا يجعل منها في النهاية وحدة واحدة، ونرجو أن يكون في نشر هذه الفصول فائدة تعود على القراء في مسيرتهم الدينية والفكرية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.