حزب كديما وحكومته الائتلافية

نبذة عن كتاب حزب كديما وحكومته الائتلافية

شهدت الساحة الحزبية-السياسية الإسرائيلية ولادة حزب جديد، أطلق عليه اسم “كديما” (إلى الإمام) سرعان ما صار الحزب الأول في هذه الساحة، وأخذ يعبر عن مكانته المركزية بمظاهر ملموسة، بالتفوق في الانتخابات البرلمانية على أي حزب من الأحزاب الأخرى، ومن ثم الإمساك بدفة الحكم في إسرائيل، وهو ما يعني ضمناً تولي قيادة صوغ الوضعية الإسرائيلية العامة، على المستويين الجاري والاستراتيجي.
وعلى خلفية الترابط الوثيق بين مختلف أشكال الأداء الإسرائيلي، من الواضح أن دراسة حزب كديما وحكومته الائتلافية توفر أداة لمعرفة موضوع مركزي في الساحة الإسرائيلية، وتعد ضرورة تمليها علاقات القوى بين إسرائيل ومحيطها، وخاصة ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، الذي ما يزال حاضراً في صدارة قائمة الاهتمامات العربية والإقليمية والدولية.
تأتي أهمية الدراسة من أنها تتناول محوراً رئيسياً في الأداء الإسرائيلي، الداخلي والصراعي، وتتيح امتلاك أحد المفاتيح الرئيسية اللازمة لتحديد هوية هذا الأداء خلال السنوات المقبلة، ما دام فوز حزب كديما في انتخابات الكنيست السابعة عشرة في 28/3/2006، وتمكنه من تشكيل حكومة ائتلافية حددا عدداً من الخطوط العريضة للسياسة الإسرائيلية.
أما سبب اختيار موضوع الدراسة فتكون صورة تفصيلية عن حزب كديما بوصفه ظاهرة جديدة على الساحة الحزبية-السياسية الإسرائيلية، والرغبة في التعمق في معرفة آلية عمله، استناداً إلى الخطوط العريضة للائتلاف الحكومي الذي يقوده.
تهدف الدراسة إلى معرفة المزيد من الحقائق عن الواقع الداخلي الإسرائيلي بانعكاساته، فلسطينياً وعربياً، ومحاولة تحديد الملامح العامة للمشهد الذي يشكله حزب كديما وحكومته الائتلافية، وتوفير معطيات موثقة وموظفة لاستشراف بعض الآفاق المستقبلية.
تتركز فرضيات الدراسة على وجود ترابط بين حزب كديما والظروف الإسرائيلية الخاصة التي ظهر فيها، وخاصة التوجهات الإستراتيجية لمؤسسه أرئيل شارون، وعلى أن حزب كديما وحكومته الائتلافية سيسهمان في بلورة بعض جوانب الأوضاع الإسرائيلية والفلسطينية المستقبلية. ويقوم المنهج البحثي المستخدم على الدمج التكاملي بين الوصف والتحليل والاستنتاج، في إطار منهج علم الاجتماع السياسي.
وفيما يتعلق بالمراجع فقد تم الاعتماد على بعض الكتب والمجلات عند عرض البيئة الحزبية والسياسية، وبعض الأفكار العامة. وبسبب ظهور حزب كديما حديثاً، ولمقتضيات طبيعة الموضوع، غطيت جوانب الدراسة استناداً إلى مصادر إسرائيلية أصلية، أي إلى صحف ومواقع انترنت.