نبذة عن كتاب جغرافية التنمية والفقر
الكتاب الحالي، هو، في الحقيقة، محاولة، بذلها المؤلف لإلقاء بعض الأضواء على جغرافية التنمية، أملًا في الاقتراب من الفهم الحقيقي والموضوعي لها، بعد أن تعقدت الأمور وتشابكت في ظل التغييرات العالمية؟ ولا يعني هذا، أن هذا الكتاب أحاط إحاطة تامة بقضية التنمية من المنظور الجغرافي من جوانبها المختلفة، إنما يمثل محاولة أولية لتلمس بعضًا من هذه الجوانب.
ويركز الكتاب على الكيفية التي تعمل بها التنمية في تغيير الممارسات البشرية، وفلسفته هي أن مساهمة الجغرافية تكمن في تأكيدها على اعتبار التنمية ظاهرة دقيقة يمكن تحديد مواقعها. ويتمثل قلب المشكلة التي يعالجها الكتاب، في أن كل جهد بشري، يمكن أن يسمى تنمية بغض النظر عن تأثيراته المدمرة لأصول البيئة الطبيعية.
ومهما يكن من أمر، فسوف يلاحظ القارئ بعد مطالعته لهذا الكتاب؛ أن المؤلف قد طرح مجموعة من الأطروحات التي تستحق التأمل والتفكير لفهم قضية التنمية من المنظور الجغرافي، وذلك من خلال المحاور التي تفرقت إليها المعالجة، والتي انصبت في قالب جغرافي مضمونه ستة فصول، ركز الأول منها على التنقيب عن مفهوم التنمية والمراحل التطورية التي مر بها. وحاول الفصل الثاني التعرف على دور النظرية في علم الجغرافيا منطلقًا منها إلى النظريات التي تناولت قضايا التنمية. ويبنى الفصل الثالث على عدة محاولات لقياس مدى تقدم التنمية ونجاحها في تحقيق الرفاهية والتقدم للبشرية، وذلك من خلال مجموعة من المؤشرات التي تم صياغتها في مركبات عامة تتمثل في المؤشرات الاقتصادية، والديموغرافية، والاجتماعية، ومؤشرات أخرى. أما الفصل الرابع فتناول بالدراسة مجموعة التحديات التي تواجه عملية التنمية.
يثير الكتاب تساؤلات حول الأنماط التي يمكن الاعتماد عليها عند معالجة جغرافية التنمية، فهل هناك نمط واحد تسير عليه مخطوطات التنمية، أم أن هناك أنماط متعددة يجب أن يسلكها المخطط والمنفذ لتحقيق التنمية المستدامة، وكان ذلك بمثابة البناء العلمي للفصل الخامس. في حين عرج الفصل السادس إلى رصد الانتقال التدريجي لجغرافية التنمية من مرحلة الآنية والنظرة اللحظية، إلى الانطلاق إلى النظرة المستدامة والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.