نبذة عن كتاب تجارب في الأدب والنقد
هذه المقالات أشبه بمذكرات نقدية. والكاتب الذى لم يسجل مذكرات عن حياته قط، لأنه كان ولا يزال يجد هذه الحياة تافهة وفارغة ومملة، قد وجد فى التعليف على كتاب يقرؤه أو مسرحية شاهدها أو فكرة تثور فى جو حياتنا الأدبية نوعا من النشاط الحر الذى يجدد الحياة: أعنى حياته هو. ولم يكن النشر فى صحيفة (ومعظم هذه المقالات نشرت فى صحف يومية) الا مناسبة ليكتب الكاتب مذكراته. ومع أن ذهنه لم يخل تمام من التفكير فى قارئه، فان بوسعى أن اؤكد لك أنه كان يستمتع بكتابة هذه المقالات استمتاعا شخصيا، كما يستمتع معظم الناس بكتابة مذكراتهم (فيما يبدو). ولك أذن أن تسميه ناقدا هاويا، كما يسمى نفسه فى كثير من الأحيان.
ومع أن للمحترفين فضلا على الأدب لا ينكر، وللمقالات النقدية التى لاتشبه المذكرات قيمة لا جدال فيها، فانك يجب الا تطلب من هذا الكتاب الذى بين يديك الا ما يسعه تقديمه اليك. والذى يسعه أن يقدمه اليك هو نوع من المعاناة الفكرية لقضايا أدبية عامة، ونوع من المعايشة لأعمال أدبية بعينه، لم يخترها الكاتب كلها عن عند ولم يترك ما عداها عن عمد أيضا، ولكنه عرفها كما تعرف أصدقاءك، بمزيج من الاختيار والمصادفة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.