نبذة عن كتاب تاريخ العرب منذ ظهور الإسلام حتى سقوط الدولة الأموية
أعتقد أن مفهوم تاريخ الدولة العربية الذي اصطلح المؤرخون المحدثون على تحديد حقبته من ظهور الإسلام حتى سقوط الدولة الأموية يمكن أن ينطبق على تاريخ الدولة العربية الإسلامية، لأنه إذا قصرنا تاريخ الدولة العربية على هذه الحدود الزمنية، واستبعدنا منه العصر السابق على الإسلام، نكون قد تجاوزنا مرحلة أولية من التاريخ العربي سابقة للمرحلة المذكورة، تعتبر الأساس الطبيعي للمرحلة العربية الثانية ونعني بها مرحلة تاريخ الدولة العربية الإسلامية.
ولهذا السبب لم يكن من السهل أن نتجاهل العصر السابق على الإسلام لأنه يتضمن المنابت الأولى لتاريخ الدولة العربية الإسلامية، بحيث لا يمكننا أن نفسر الأحداث السياسية والظواهر الحضارية لهذا التاريخ دون أن نلم إلمامًا كبيرًا بتلك المنابت.
وعلى هذا النحو رأيت أن أمهد لتاريخ الدولة العربية الإسلامية بدراسة مقتضبة لحضارة العرب قبل الإسلام باعتبارها الأساس التاريخي والدعيمة الرئيسية لتاريخ الدولة العربية، ثم التزم بعد ذلك بالمنهج الذي جرى عليه الباحثون في تأريخهم للدولة العربية وذلك بدراسة تاريخ العرب منذ ظهور الإسلام وتكوين الدولة المدنية حتى سقوط الدولة الأموية في الشرق فحسب، واستبعدنا من هذا التقسيم تاريخ الدولة الأموية في الأندلس لسبب واحد هو أنه برز فيها إلى جانب العنصر العربي عنصران أعجميان: البربري والصقلي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.