تاريخ الاحتلال البرتغالي للقطيب 978هـ/1521 – 1572م

نبذة عن كتاب تاريخ الاحتلال البرتغالي للقطيب 978هـ/1521 – 1572م

تحوي آلاف الصفحات التاريخية أحداثاً وصراعات عن تاريخ القطيف المجيد لم يتم تحقيقها ونشرها بعد، وآلاف الوثائق ما زالت في طي النسيان. لقد عفا عليها الزمن حتى تراكمت عليها طبقات من الغبار فلم يجلها أي مؤرخ، وأبناء اليوم لا يعرفون إلا النزر اليسير عن تاريخ هذه المنطقة ذات العراقة التاريخية ومنها تاريخ البرتغاليين واحتلالهم لمنطقة القطيف، وبالرغم من أن تاريخ البرتغاليين في الخليج قد كتب وحلل ودرس وأشارت تلك الدراسات كثيراً إلى القطيف في تلك الحقبة، إلا أن هذه البحوث لم يشأ لها أن تنشر فالمنطقة وكما هو معروف عنها رفضت الاحتلال الأوروبي الذي بدأه البرتغال وقاومه أبناؤها وذادوا عن حياض وطنهم القطيف وحتى تلك الصفحات المشرقة من النضال والبطولة لم يشأ لها التدوين حتى اليوم، لما في ذلك من معوقات أحجمت المؤرخين عن الخوض فيها.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا جاء خصيصاً ليستعرض تاريخ الاحتلال البرتغالي للقطيف، ذلكم الاحتلال الذي حدث في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، وهذا القرن هو جزء من الحقبة الزمنية التي امتدت لعدة قرون مروراً بالقرن المذكور، تعاقبت فيها على القطيف مشيخات عربية، وحكومات استعمارية غير عربية، وذلك من خلال ما وقف عليه المؤلف من وثائق وكتب وبحوث باللغات العربية والانجليزية والبرتغالية ولأن الاحتلال المذكور حدث تاريخي يرتبط بأحداث سبقته وأخرى لحقته عرض المؤلف لذلك ليحدد موقع الاحتلال البرتغالي، وليعرف القارئ بمدى تأثر الاحتلال بالحوادث المحيطة به وتأثيره فيها. وقد وقف عند بعضها معللاً، حيث اقتضت طبيعة الموضوع ذلك، وسنداً لبعض أقوال المؤرخين في بعض قضايا هذا الاحتلال.مساحة تاريخية مترامية الأطراف، زمناً وأرضاً، جالد فيها العرب عوادي الحدثان، على مدى مئة وتسع عشرة سنة، من دون أن يغمض لهم جفن أو تفتر لهم عزيمة، وأثبتوا للتاريخ أنهم يمتلكون الأرض ولا تمتلكهم، وقد قدموا لها طيب النجيع، سقياً ورعياً، وهم يصونون طهارة ماء خليجهم من دنس الأرجاس، أسهمت فيه (القطيف) وقلاعها على مدى أربعة عقود، ولقنت فيه البرتغاليين درساً قاسياً، وأغرقت أطماعهم في بحر جهاد أبنائها العرب المسلمين. إنه تسجيل أحداث لتاريخ القطيف الذي يحاول فيه (الدرورة) ومن خلاله إعادة صياغة الوقائع التاريخية لأحداث الخليج، وإزاحة غبار الزمن المتراكم فوق صراخ الأطماع الاستعمارية وجهاد أبنائها عن الماء والتراب الذي ما فتئ يعد كنزاً يغري لمعانه الأبصار، وفي كل حين.