نبذة عن كتاب بصراحة غير مطلقة
إن هدفي الوحيد من هذا الكتاب هو أن أضع أمام القراء- سواء من جيلنا كانوا أم من أجيال لاحقة أو سابقة- صورة حية لتفاعل إنسان مثلي مع أحداث حياتنا العاصفة في الفترة ما بين 1958، 1968. وكان من المستحيل أن تتجسد صورة كهذه إلا من خلال أعمال فيها رأي؛ رأيي، الذي قد يكون خاصاً، ولكني لا أملك سواه، فالرأي الصادق ليس تفكيرة أو تفنينة تستطيع أن تلفقها من وحي الساعة رأيك الحقيقي شئ آخر.. إن الضمير ذلك الذي نجله ونقدسه رأي. ضميرك هو رأيك، أو على وجه الدقة، على أساس آرائك يتحدث ضميرك.. أدق أجهزة العدالة في نفسك. لو كنت أعرف أن مهمة اختيار عدد محدود من اليوميات والانطباعات والحكايات، من بين 600 عمل، ستستغرق كل هذا الوقت والجهد والعذاب، لفضلت ألف مرة أن أكتب كتاباً جديداً. فالجهد الأكبر استغرقته دقة الاختيار؛ إذ على أساسه سيتحدد صدق الصورة النهائية من زيفها. وبرهة أتمنى أن يجد القراء ما يعوض صبرهم، ليس حتى على الكتاب كله، وإنما أولاً على قراءة هذه المقدمة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.