الوسواس القهرى

نبذة عن كتاب الوسواس القهرى

ربما كان الطبيب الفرنسي العقلي موريل Morel عام 1861 هو أول من وضع مصطلح الوسواس القهري، وعرف ذلك من خلال ملاحظاته الاكلينيكية على بعض المرضى الذي شاء حسن ظنه وحظنا إن يناظر معهم إلى الوصول إلى حقيقة مؤداها: أن في هذا المرض العقلي تظهر أفكار على عكس أراده المريض وأن الشخص يعاني الأمرين من جراء محاولاته نش هذه الأفكار عن رأسه إلا أنها للأسف تكون أفكارًا (لحوحة) مثل الذباب أو من خلال محاولاته ثم الخضوع أخيرًا لمثل هذه الأفكار فإن الشخص يدخل في حالة من انعدام الصحة والتوازن والتوافق والاستمتاع بحياته وبالمناسبة فإن هذا التعريف وذاك الوصف مازال يستخدم حتى اليوم.
ونجد إن العديد من العلماء قد أطلقوا على هذا المرض اسم: ضعف النفس “Psychic Weakness” أو مصطلح (السيكاثينيا)، وتعني توهمهم الشخصي بحدوث أشياء أو حتى سمي في هذه الفترة “بالاكتئاب العقلي” لأن انشغال الفرد بتوافه الأمور تجعله عاجز عن النظر أو الاهتمام بأي شيء، وإن الشخص يدخل في حالة من التوتر النفسي وإن علاقته بالواقع تبدأ في الاضمحلال، حتى علاقته بنفسه تقل.
ثم إسهامات سيجموند فرويد في هذا المجال، فذكر مثلًا إن الوسواس القهري يختلف عن المخاوف المرضية، إنه يوجد عاملان أساسيان خلف أي مرض بالوسواس القهري ألا وهما: فكره من القوى والتأثير وهالة من العظمة بحيث تفرض نفسها فرضًا الأفكار منه على الشخص، حالة انفعالية أخرى (قد تسبق أو تصاحب أو تنتج لا يهم الترتيب) تنتاب الشخص.
في حين يرى البعض أن المخاوف المرضية والتي لا أساس لها أيضًا من الصحة والواقع، حيث نجد امرأة كاملة البنيان راجحة العقل تصاب بالصراخ إلى درجة الإغماء حين ترى (صرصارًا) يسير (متبجحًا) على بعد، ورغم إنها تقتنع أن الصرصار لن يضرها إلا أنها لا تسيطر على نفسها إزاء رؤيتها لذلك، ولذلك فإن المخاوف المرضية تنشأ عن الوساوس المكبوتة كنوع من أنواع الوسواس وأن الشخص إزاء مواجهته أو حتى تخيله مواجهة موقف يخشاه فإنه لا يستطيع إراديًا أن يتحكم في نفسه، وأن ما يحدث له فوق قدراته.
وسيظل رغم كل ما سبق هناك خصوصية تميز مرض الوسواس القهري عن غيره من الأمراض النفسية فلنواصل معًا الرحلة.