نبذة عن كتاب الواقع، صورة طبق الأصل
“الواقع: صورة طبق الأصل” عنوان ينتمي إلى حقل المسرح بإمتياز، ويشكل مفتاحاً مناسباً لولوج الواقع العربي والإسلامي في فترة من أشد فترات التاريخ حرجاً تمتد نحو قرن ونصف قرن (486هـ – 1093م)، ويفعل ذلك المؤلف الدكتور سليمان بن محمد القاسمي من خلال رصد شخصيات من الخاصة، حكام، قادة، وأمراء، ورجال دين، ومن العامة، جموع من الرحال والشيوخ والنساء والصبية والأطفال، ويدخلهم في علاقات متشابكة ومتواشجة، ليؤشر من خلالهم على مرحلة الحروب الصليبية، حيث تجري أحداث المسرحية بين أماكن متباعدة (القدس، بغداد، روما) وفيها يكشف القاسمي عن خفايا التآمر الصليبي – اليهودي على القدس، في حركة دينامية تصاعدية، حدثاً وزماناً، من دون الخروج من أبعاد الحدث التاريخي.
وبهذا المعنى يغدو المسرح عند القاسمي واقعاً معيشاً؛ وتاريخاً يمكن تناوله وعرضه وتجسيده؛ وليس مجرد فن أدبي تجري قراءته في كتب مطوية.
من أجواء المسرحية نقرأ: “يصعد صلاح الدين ومن معه إلى خشبة المسرح صعود المنتصرين الفاتحين… صلاح الدين: نصارى القدس يسمح لهم بالإقامة في البلاد… وبالتمتع بحقوقهم المدنية كاملة… هل تعلمون أيها القادة، أنهم كانوا يراسلونني ويطلبون مني تخليص القدس من الفرنجة؟!!…
أما الفرنج واللاتين وغير المحاربين، الذين يرغبون في البقاء في فلسطين، فيجب أن يقيموا فيها بوصفهم رعايا، أما المحاربون فيجب أن يرحلوا عن فلسطين، ولهم علينا سلامة الوصول بحراسة جنودي إلى الساحل، وعليهم فدية… ففدية الرجل عشرة دنانير شامية… وخمسة دنانير للمرأة… ودينار واحد للطفل، فمن عجز عن أداء الفدية أخذ أسيراً، ويجب أن ترحلوا خلال أربعين يوماً…”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.