نبذة عن كتاب المنقذ من الضلال
الواقع، أن الدكتور “عبد الحليم” في ذاته “ظاهرة صوفية” غير مكررة، بما يفيض به من القيم، وما يفاض عليه من المواهب، وما يفسح له الله تعالى من الوقت، والمدد، فيترقرق إنتاجه سلسلاً عذباً، مندفعاً في رقة، رابياً متلاحقاً في قوة، بين منطوق، ومكتوب، يتلاحق فيذكرنا بأعلام السلف الصالح، ويطمئننا على مستقبل الربانية المقدسة، ويعطي الناس مثلاً حياً في كرامات الأولياء:
قارئ الدكتور “عبد الحليم” أو سامعه، لا يحس الصنعة فيما يقرأ له، أو يسمع منه، ولكنه يحس القلب والعاطفة، والعقل والإيمان، ويبصر الأدب والفضل، والتواضع والثقة بلا حدود، كل ذلك ينقدح في ومضات، ولمحات، ولفتات، وملاحظ وقواعد، وأصول تهتز بالحياة، وتنفعل بالعلم، والأصالة والمعرفة، والصلة بالله، والغيرة على محارمه. ويحس المرء منها ابتغاء رضوان الله. أما أنا فأقرأ له أو أسمعه كأنما أقرأ ما كتبته، أو أسمع ما أتحدث به.
أقول ذلك بمناسبة صدور الطبعة الجديدة من كتاب “المنقد من الضلال للغزالي” بتقديم وتعليق وتحليل، ودراسة الأخ الدكتور “عبد الحليم محمود” التي صدرت حديثاً، والتي أضاف إليها الأستاذ كعادته في كل طبعة سابقة لهذا الكتاب أبواباً جديدة، وألواناً مستحدثة دقيقة، بعيدة العمق عريضة الهدف، في أهم وأخطر المباحث الموصولة بالتصوف الإسلامي، على المستوى الفكري الشرقي والغربي معاً، حتى أصبح هذا الكتاب ثروة فكرية تمنحك زبداً نقياً ودسماً من العلم، والمعرفة، والتاريخ، والتحقيق، والاستدلال، والإيمان، والاشراق، وتعطيك التصوف الإسلامي في مثل ضوء الشمس بهاء، ونقاء، وسمواً وخلوداً.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.