المدينة العربية

نبذة عن كتاب المدينة العربية

هذا الكتاب صدر في منتصف الستينات، وبالتحديد سنة 1964، وهو كتاب بالغ الأهمية وغير مسبوق، وهو جزء من ثلاثية جمال حمدان، الذي يحتل العالم العربي فيه الدائرة الثانية، تسبقها دائرة مصر وتليها دائرة العالم الإسلامي. فمن الوطن انتقل إلى القرية ثم إلى العقيدة.
فللمدينة العربية دور غير عادي في الحضارة العربية، فهذه المدينة انتقلت من كونها مصنعًا إلى متحف وأخيرًا إلى معمل، فحضارة العرب كانت أساسًا حضارة مدن، فالمدينة هي “مصنع” الحضارة العربية، غدت بعد التمزق والانهيار العربي “متحف” الحضارة العربية، فمدننا الكبرى “تاريخ محفوظ” وهي نقطة التماس حرجة في عملية الاحتكاك الحضارى بين الشرق والغرب، والمدن العربية عند جمال حمدان جبهات للتصادم ومشاتل للتخمر السياسي ومواطن للوعي القومي، بينما هي التي تثبت التغيير والتطوير في كل أنحاء البلاد.
إنه كتاب مهم لا يخاطب الأجيال الحالية وحدها، إنما يخاطب التاريخ بلغة الجغرافيا، وهو كتاب يكشف عن عبقرية جمال حمدان، وقدرته الفذة على النفاذ إلى التفاصيل الصغيرة ويصنع منها بناءًا متكاملًا، وسياقًا منطقيًا متجانسًا. وهو يكتب بحماس العاشق، وموضوعية العالم، وبصيرة الصوفي.
إن هذا الكتاب أهم دراسة علمية عن “المدينة العربية” التي كانت من وجهة نظر البحث العلمي أرضًا مجهولة.