نبذة عن كتاب الله أو الطاغوت ” مسائل أساسية في التصور الإسلامي “
عندما كنت طالبًا في قسم التاريخ، في مطلع الستينيات، كان أستاذ علم الاجتماع، لسبب ما، يسعى في كل محاضرة إلى تأكيد مسألة أن القرآن جاء لكي يطلب من الناس أن يضعوا السلاح إزاء السلطات التي تحكمهم، وإلى ضرورة طاعة أولي الأمر منهم وإلا خرجوا من حظيرة الإيمان.. وكان يقتطع بعض الشواهد القرآنية لكي يؤكد وجهة نظره.. وفي كل مرة كان يتلو الآيات مضيفًا إليها أو منتقصًا منها.. وكان هدفه من وراء هذا أن يصور الإسلام كما لو كان دينًا سلبيًا يخلق جماعات ممن اعتادوا لوي رؤوسهم لكل سلطة، وانعدمت في نفوسهم أية قدرة على الرفض والمجابهة… وكم تمنيت، وأنا أتابع أطروحات القرآن الحاسمة بصدد العلاقة بين الجمهور والسلطة، وهي أطروحات ممتدة، متشابكة، مفروشة على مساحات واسعة، كما سنتابع في فصول هذا الكتاب.. تمنيت أن يرجع بي الزمن القهقري، إلى أيام الدراسة الجامعية، وأن ألتقي بالأستاذ الذي كان يتشنج معتمدًا على جانب ضيق محدود من الصورة لا يفسر شيئًا.. أن أرجع إليه لكي أقول له هذا، أو أقنعه على الأقل بقراءة لكتاب الله، بالتجرد العلمي المطلوب، مرة واحدة فقط!! ومن ثم فإنني أتقدم بكتابي هذا إلى ثوار الربيع العربي في مصر الحبيبة أولئك الذين ضربوا مثلًا عمليًا على خطأ تصورات الأستاذ!!
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.