نبذة عن كتاب الكلمة الثالثة والثلاثون ” اللوامع “
كان بديعاً حقاً فى زمانه والزمان التالى له.. وكان من السعداء بإيمانه وعقيدته وشجاعته وآخرته بإذن الله.. هذا هو “بديع الزمان سعيد النورسى”إنه رجل قال ربى الله فحارب الضلال والإستبداد ومعاقل الإلحاد.. كان فارساً جواده الرابح إيمان راسخ وسهمه المسدد إلى الكفر هو القرآن الكريم.. لم يخش فى الحق لومة لائم سواء حين يخطب فى الناس أو يواجه المحاكمات الطويلة من وراء قضبانه مكبلاً بالحديد أو حين كان يكتب ويخط كلماته ورسائله النوارنية التى إنسابت بين الناس كالشلال الهادر تغسل عقولهم وتنقى قلوبهم وتدلهم على الطريق الصحيح.. تلك الرسائل التى إستمدت إسمها من صفاتها “رسائل النور” .. تلك التى خطتها ونسختها الأيدى وتداولتها فطبعت فى العالم أجمع، أتت إلينا بعض ومضات منها فى هذه الكتيبات.. لتقدم لنا تفسيراً قرأنياً فريداً من نوعه وحقائق إيمانية تحقق الحق وتدحض الباطل بالحجج والدلائل الدامغة.. إنها صفحات تزيد عن ستة آلاف صفحة نطالعها هنا تباعاً.. كل منها على حدة أو مجتمعة مع أخت لها أو أكثر.. فإلى كل قارئ هذه رسائل شيخ خبر الدين والدنيا.. أخلص لله وعمل فى سبيله فخلده التاريخ و انحنى له الجميع احتراماً وتقديراً.طراز نظمها. وكتبت نثراً شبيها بالنظم إلا أنني لم أتكلف قط الوزن، فيستطيع كل واحد أن يقرأه بسهولة نثراً إذا شاء دون أن ينتبه لنظمه، بل عليه أن يعتبره نثراً حتى يتسنى له فهم المعنى إذ هناك ترابط فى المعنى فى ثنابا كل قطعة وعليه ألا يتوقف عند القافية فكما أنه يمكن أن تكون الطاقية والطربوش بلا شرابة فكذلك يمكن أن يكون الوزن أيضاً بلا قافية، والنظم بلا قاعدة بل أعتقد أن اللفظ والنظم إذا كانا جاذبين من حيث الصنعة شغلا نظر الإنسان وجذباه إليهما لذا فالأولى أن يكون اللفظ والنظم بسيطا رديئاً لئلا يصرف النظر عن المعنى. إن أستاذي فى ديواني هذا: القرآن الكريم. وكتابي الذي أقرؤه: هو الحياة. ومخاطبي: هو أنا. أما أنت أيها القارئ. فمستمع. ولايحق للمستمع الانتقاد، يأخذ ما يعجبه ولا يتعرض لما لا يعجبه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.