نبذة عن كتاب الكتابة الإبداعية في المرحلة الأساسية للتعليم وارتباطها بالتربية الأخلاقية
لقد قصَّرت المنظومة التعليمية في الوطن العربي – لأسباب مختلفة – في تطوير الإدراك لدى المتعلمين، ولم تمكنهم من بناء منظومة قيم إرشادية متوازنة تتناغم مع القيم الإنسانية الكونية، كالحق والخير والجمال والتسامح، وتطبيقاتها في الواقع المعاش. فعجز هؤلاء المتعلمون عن الاستجابة لاحتياجات بيئتهم، وظهر الكثير من الظواهر السلوكية السلبية، مثل الانفلات الأمني والانحلال الأخلاقي، التي تصدَّعت بسببها مجتمعاتنا العربية، وقد سعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تجاوز هذه الثغرة في المنظومة التعليمية العربية؛ من خلال المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة –حفظه الله- لدمج مادة التربية الأخلاقية ضمن المقررات الدراسية للدولة.
والتربية الأخلاقية شديدة الارتباط بالكتابة الإبداعية؛ لأن الكتابة تساعد على تطور الفهم وعمق الإدراك في مرحلة التعليم الأساسي، حيث أثبتت الدراسات أن عمليات صياغة التركيبة الذهنية، وإعادة تشكيلها، وتكوين وسائل التفكير، وتأسيس القيم، وتنمية المهارات، إنما تتم عبر اللغة المكتوبة. كما تبين أنه توجد علاقة بين الإدراك، بوصفه عملية من عمليات التفكير، والسلوك بوصفه ترجمة عملية لما استقر في الذهن من أفكار وقيم. فالقيم الإيجابية المكتسَبة تدفع الأفراد نحو السلوك المطلوب؛ ما يؤكد العلاقة الوطيدة بين اللغة والتربية الأخلاقية، التي تُعنى بتنشئة الإنسان المسؤول، المنضبط ذاتياً، والمدرك لعواقب أفعاله، والقادر على التمييز والاختيار منذ سن باكرة، والقادر على الإحساس بالآخر والتعايش معه، وهي قيم تُمكِّنُ الفرد من نبذ العنف والتطرف والتعصب، وتوفر له الحصانة اللازمة ضد الأفكار الهدامة المحبِطة.
ولقد تزايد اهتمام الإصلاحيين التربويين في الغرب بضرورة أن يكون للكتابة الإبداعية مكان خاص في المنهج التعليمي للأطفال؛ لأن الكتابة يمكن أن تجعل منهم مبدعين قادرين على التطوير والتجديد والإضافة والابتكار؛ حيث إن مشكلات الكتابة يمكن أن تقدم خدمات فريدة إلى الطلاب تجعلهم مبدعين للأفكار.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.