نبذة عن كتاب القراءات.. أحكامها ومصادرها
تحقيقاً لوعد الله تعالى بحفظ كتابه، قيض له من الصحابة أئمة ثقات، تلقوه عن النبي “صلى الله عليه وسلم” وحفظوه في قلوبهم، ووعوه في صدورهم بجميع قراءاته ورواياته، ثم تجرد قوم ممن جاء بعدهم، أخذوا عنهم، وعنوا بضبطه، ومعرفة وجوه قراءاته، وعلى مضي الزمن وتوالي الأيام تفرقوا في الأمصار، واشتهر أمرهم وصاروا أئمة يرحل إليهم في المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، ومصر والشام، وكثر الآخذون عنهم، وخلفهم أمم بعد أمم، عرفت طبقاتهم، واختلفت صفاتهم، فكان منهم المتقن للتلاوة، والمشهور بالرواية، ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف، وكثر بينهم الاختلاف، وكادوا أن يختلفوا في كتاب الله تعالى اختلاف اليهود والنصارى.
حتى أدرك الله هذه القراءات، وميزوا بين المشهور والشاذ، والصحيح والباطل على أسس علمية سليمة، وأركان مضبوطة، وبسبب تصدي هؤلاء الأعلام لتلقي القراءات وإقرائها نسبت إليهم، فهي نسبة تمييز ونقل فقط، لا نسبة إنشاء، لأن مصدر القراءات الوحي، ولا نزاع في ذلك، ومن هنا قيل: القراء السبع، أو العشرة، أو الأربعة عشر، لأنهم اشتهروا أكثر من غيرهم بنقل هذا العلم، والتصدي لإقرائه لغيرهم، حتى أصبح لهم رواة ثقات ينقلون عنهم هذه القراءات.
ولأجل توضيح هذه القضية، وبيان أنواع القراءات وأحكامها -الصحيح منها وغير الصحيح- وأن مصدرها الوحيد هو الوحي، استعنت بالله تعالى في كتابة هذا البحث وقسمته إلى سبعة فصول وخاتمة: الفصل الأول: في التعريف بالقرآن والقراءات، الفصل الثاني: في نزول القرآن على سبعة أحرف، الفصل الثالث: في نشأة القراءات، الفصل الرابع: في أنواع القراءات، الفصل الخامس: في القراءات الشاذة وأحكامها، الفصل السادس: تاريخ التأليف في علم القراءات، الفصل السابع: في مصدر القراءات، الخاتمة: في النتائج الكبرى للبحث.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.