الفاقد من الغذاء والأمن الغذائي العربي

نبذة عن كتاب الفاقد من الغذاء والأمن الغذائي العربي

يبلغ تعداد السكان بالعالم العربي حوالي 370 مليون نسمة (موزعة على 22 دولة عربية)، وتعاني أغلب البلدان العربية من ارتفاع معدل الزيادة السنوية السكانية بشكل غير مدروس ومضطرد، مما يعمل على الضغط الجائر على الموارد الغذائية والمائية والطبيعية في تلك البلدان، وذلك في ظل سوء توزيع الموارد وضعف التعاون فيما بين الدول، مما يعمل على تشكيل مصاعب اقتصادية لدى عدد كبير من السكان.
وتتعاظم مشكلة الغذاء في البلدان ذات الكثافة السكانية العالية مثل مصر، أو تلك البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر وندرة الموارد مثل الصومال، حيث يعد توافر الغذاء والحفاظ عليه بلا شك أحد أهم ركائز الأمن القومي، لذا فإن مواجهة تحديات انعدام الأمن الغذائي وارتفاع نسبة الفقر في معظم بلدانا العربية لا بد لها من استراتيجيات وخطط متكاملة وحلول غير تقليدية، تجعل من تحقيق الأمن الغذائي العربي غاية لا بد من إدراكها مهما تكلف ذلك من عناء.
اهتمت منظمة الأغذية والزراعة منذ إنشائها عام 1945م بمفهوم الحد من الفاقد في الغذاء، حيث كان ذلك أحد أهم المحاور التي تبنتها المنظمة، حيث حدد المؤتمر الدولي الأول عام 1974م مشكلة الفاقد من الغذاء كجزء هام لحل ومواجهة مشكلة الجوع حول العالم، ومنذ ذلك الحين فالجهود المضنية للمنظمة لن تنقطع في هذا الشأن، خاصة في العامين الأخيرين، كما اهتمت العديد من المنظمات الدولية والحكومات مثل البنك الدولي بالعمل على الحد من تلك الإشكالية ومحاولة السيطرة عليها.
وفي هذا السياق فقد عقد المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة بالقاهرة عدة لقاءات علمية تشاورية للخبراء في مجال التبريد والإنتاج الزراعي في كل من القاهرة ولبنان والمغرب، وقد حالفني الحظ حضور لقائي القاهرة والمغرب، حيث تمت مناقشة الحالة الحالية لسلاسل التبريد والتحديات التي تواجه تداول المنتجات الغذائية المختلفة في بلدانا العربية، وتدريب المدربين وبناء قدراتهم على وسائل تحسين سلاسل التبريد في قطاع الغذاء، وذلك كمحاولة للتوعية بأهمية الحفاظ على المنتج الغذائي مبردًا منذ إنتاجه حتى استهلاكه، وما لذلك من آثارًا إيجابية على الأمن الغذائي بأبعاده المتعددة.