العولمة وأثرها في المجتمع والدولة

نبذة عن كتاب العولمة وأثرها في المجتمع والدولة

يتضمن هذا الكتاب الذي بين يدينا سبع أوراق منفصلة قدمها جمع من الباحثين المتخصصين ضمن ندوة نظمها مركز الإمارات للدارسات والبحوث الإستراتيجية في 4و5 شباط/فبراير 2001 وجاءت تحت عنوان العولمة وتأثيرها في المجتمع والدولة.
ففي الفصل الأول: العولمة، رؤية تحليلية لواقع الظاهرة ومستقبلها يقدم الدكتور “أحمد صدقي الدجاني” الباحث المتخصص في الدراسات التاريخية والفكر السياسي، وصفاً موجزاً لظاهرة العولمة باعتبارها أيديولوجيا النظام العالمي الجديد، عارضاً لتداعياتها وعلاقتها بظاهرة التغير، فقدماً تحليله الخاص لمفهومها الذي تختلف دلالته –برأيه- عن مفهوم العالمية. ويتطرق الباحث بشيء من التفصيل وبأسلوب ناقد إلى مجال العولمة المكاني والمشاركين فيها ومضمونها والعوامل التي أدت إلى ظهورها. كما تتبع الجذور التاريخية للعولمة وتجليانها وإشكالياتها، انتهاء بأثرها الحضاري في المستقبل البشرية. وفي الفصل الثاني الذي جاء بعنوان “الأفق القومي وسيادة الدولة في عصر العولمة” تناول الدكتور طلال عتريسي، أستاذ علم الاجتماع في معهد العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية، الجدل الدائر على مستوى العالم حول انعكاس العولمة على الدولة وسيادتها، وعلى أمنها ومستقبلها.
ونظراً لأهمية موضوع أثر العولمة في سيادة الدولة فقد خصص الفصل الثالث لمناقشة هذا الموضوع في صيغة الخليجية فكتب الأستاذ عبد الله بشارة، الأمن العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، ورقة بعنوان “العولمة وسيادة الدولة (الحالة الخليجية)” أكد فيها أن دول الخليج العربية تملك “لياقة سياسية” تؤهلها للاستجابة للمتطلبات الإنسانية والسياسية للعولمة. فمع اعترافه بوجود نواقص في الممارسة الكاملة للمفاهيم الديمقراطية ينادون الخليج العربي، فإنه لاحظ بروز توجهات إيجابية نحو إنشاء لجان حقوق الإنسان وتشكيل مجالس شورى، إضافة إلى وجود توجهات ترسخ الانفتاح الاجتماعي والثقافي وتؤكد مفاهيم حماية كرامة الإنسان. وننتقل إلى الفصل الرابع، حيث قدم الدكتور “بهجت قرني” أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في القاهرة وجامعة مونتريال بكندا، ورقة بعنوان التكتلات الاقتصادية والعولمة، حيلة الدولة للفكاك من المعصرة هدف من خلالها إلى التركيز على العلاقة بين التكتلات الاقتصادية والعولمة.
يلاحظ الدكتور منذر الشرع، أستاذ الاقتصاد في الفصل الخامس”عولمة الاقتصاديات الوطنية: التحديات والفرص المتاحة أن متابعة الاهتمام بظاهرة العولمة تؤكد استمرار الجدل حول تعريفها وطغيان الميول الأيديولوجي على التفسيرات الكثيرة التي تطرقت إليها ولا يختلف العرب عن غيرهم من الأمم في الانقسام إزاءها بين مؤيد لطروحاتها ومعارض لتوجهاتها التي تعتبر برأي المعارضين توجهات إمبريالية تمثل ضيفاً جديدة للسيطرة على مصائر الشعوب. أما الفصل السادس الذي أتى بعنوان “العولمة والانتماء الوطني”(حالة مصر)، فقد رأى الدكتور عبد الهادي الجوهري، أن أضطر آثار العولمة يتمثل في اقتحامها للبني الثقافية والحضارية لشعوب العالم ضمن إطار التوحد الثقافي: الأمر الذي يؤدي إلى تصدع الهوية الثقافية في البلدان المتأثرة بتيار العولمة. وأخيراً اهتمت الورقة المنشورة ضمن الفصل السابق تحت عنوان: العلاقات الدولية ومستقبل النظام العالمي في مرحلة العولمة “والمقدمة من قبل الدكتورة نيفين عبد المنعم مسعد، بدراسة أثر العولمة على مستقبل النظام الدولي والعلاقات الدولية.