العرب في اسبانيا

نبذة عن كتاب العرب في اسبانيا

شغف الناس فى القديم والحديث بتاريخ العرب فى الأندلس, ووجدوا فى قراءته والاستماع لأحاديثه لذة روحانية عجيبة لا يجدونها فى سواه. ولعل من اسباب هذا الشغف أنهم يقرءون فيه قصة رائعة للبشرية تتقلب فيها أحدث الزمان, وتصطخب صروف الأيام.
سقوط الأندلس لم يكن إلا سقوط النجم المتلألئ اللامع, وانهيار الجبل الأشم الراسخ. وإن دولة فى الأرض لم تشيع بعبرات العيون, وحسرات القلوب, كما شيعت الأندلس. ولم يبك الشعراء ملكا طواه الزمان كما بكوا ملك الأندلس. ولم يقف المؤرخون وهم يدونون خاتمة أمة حاسرى الرءوس خاشعينو يرسلون الزفرات- كما وقفوا عند قبر دولة العرب بالأندلس.
وهذا كتاب نفح الطيب- وهو خير كتاب فى تاريخ الأندلس – كله اضطراب, واستطراد وتكرار والتواء وتشتت لهذا كانت خزائن الكتب العربية فى أشد الحاجة إلى مثل كتاب “إستانلى لين بول” الذى سماه قصة العرب فى اسبانيا, والذى قرأته فأحسست بدافع نفسى يلح بوجوب ترجمته إلى لغة العرب.
وطريقة لين بول فى التأليف: فجامعة بين التحقيق العلمى, وربط الحوادث بعضها ببعض, وتأدية قصة الأندلس كاملة متصلة الأواصر, فى اسلوب شائق وسياق رائع. فإنه بعد أن قرأ تاريخ الأندلس فى مراجع شتى بين عربية وإفرنجية, ولقى ما لاقى فى اجتياز ذلك الخضم المضطرب بالروايات والحوادث- استطاع أن يخرج للأدب والتاريخ قصة بديعة الأسلوب, متماسكة الحلقات, لها- مع صدق حقائقها- كل ما للقصص الخيالية من فتنة وسحر.