الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف


نبذة عن كتاب الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف

الحديث النبوي الشريف هو ثاني المصادر التشريعية في الفقه بعد القرآن، فليس من العجيب أن يوليه العلماء منذ القديم أهمية بالغة أتت على شرحه وتحديد مصطلحاته مما يخصّ الرواية وقواعدها، المعيارية، العقلية التي لا تبلى مع تقدم العصور وليس ينكرها الوجدان المعتدل والنظرة الموضوعية. كما كان للعلماء جهود في إبراز الشكل الفني للحديث النبوي، فقدموا من خلال الشروح أحياناً وفي كتب البلاغة بعض الجهود كشفت عن شيء من المعالم الجمالية في الحديث النبوي ثم وفق ما يناسب عصرهم وتطلعاتهم الفنية والمعايير الجمالية التي وصفوها، ثم جاء المعاصرون الذين أفادوا من النقد الحديث بمناهجه المختلفة فدرسوا البلاغة النبوية دراسة أقرب إلى التأمل النفسي مستفيدين في أغلب الأحيان من معطيات البلاغة العربية، فكانت هذه الدراسات تترجح بين الفتور والجمود وبين الإبداع والابتكار متأثرة بالثافة الفنية التي يتمتع بها الدارس.
وفي هذا الكتاب وفي هذا الإطار يقدم الباحث جهداً مبتكراً معتمداً على تطلع جديد لمظاهر البلاغة النبوية، واختار لبحثه عنواناً جديداً وهو “الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف” وأول ما يلفت النظر في هذا البحث هو ضخامة حجمه والعدد الكبر من الأحاديث التي تقترب من أربعمئة حديث وكثرة المصادر المراجع، إلا أنه جاء بحثاً مركزاً جامعاً بين المعيارية والتذوق الشخصي في دراسة الحديث النبوي وبيانه العالي. وجاء ضمن مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. تدور كلها على إبراز الصورة الأدبية ومقرراتها وجوانبها وأنواعها في الحديث النبوي الشريف، بالإضافة إلى مقدمات تتعلق بتعريف الحديث النبوي الشريف وقيمته التشريعية والأدبية، والاحتجاج بالحدث في ترسيخ قواعد اللغة العربية وتأصيلها.
ويعد هذا البحث من البحوث النادرة التي عنيت في هذا العصر بإبراز الصور الفنية والأدبية في الحديث النبوي الشريف من خلال دراسة أكاديمية معمقة، ويمتاز البحث بالخصائص التالية: الخاصة الأولى: مرور الباحث إلى الموضوع من خلال مدخل متسع شامل، استوعب كل ما قد يتصل من قريب أو بعيد بالحديث النبوي من مفهوم الصورة الفنية في النقد الحديث وما يوافق خصوصية الأدب النبوي، إلى جانب بيان مقدار الاحتجاج اللغوي بلفظ الحديث النبوي. الخاصة الثانية: ما يبدو من تمكن الباحث من مادة بحثه الأساسية، وهي الحديث النبوي الشريف. فقد أتى بزخر كبير من الأحاديث النبوية المتعددة في مضمونها والمتنوعة في أسلوبها وصورها الفنية. الخاصة الثالثة: التزام الباحث بتخريج كل الأحاديث التي أوردها وبعزوها للمراجع مع ذكر اسم راويه من الصحابة.
الخاصة الرابعة: التوفيق الذي حالف الباحث في الربط بين الدراسات القديمة والحديثة التي تتناول هذا الموضوع، ومن المعلوم أن الدراسات القديمة التي تعنى بفنون البلاغة اللفظية، ككتاب أسرار البلاغة للجرجاني والمجاز للشريف الرضي وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، وإنما نعني بيان القواعد والمبادئ التي تنبثق عنها البلاغة اللفظية بطريقة منطقية كلاسيكية، في حين تهتم الدراسات الحديثة بالآثار والثمرات التي تنبثق عن تلك القواعد والأصول، والتي يتم تحليلها من خلال رصد المشاعر النفسية ونشاطات الخيال، من تصوير وتمثيل وتجسيد، وبعث للحركة والحياة في المشاهد والصور، كما تهتم بإبراز دور الطبيعة بكل مظاهرها، وإبراز دور الكلمات وما تتركه بجرسها وتناغم حروفها في النفس أو الخيال، من حيوية وحركة وصور وألوان. فلقد كان الباحث ناجحاً في مد الجسور بين الدراسات الحديثة التي تهتم بإبراز ما تحدثه الصور الفنية بأنواعها وخلفياتها في ساحة المشاعر الإنسانية ونطاق الخيال، عن طريق ربطها بالذخر الكبير الذي تفيض به المراجع البلاغية القديمة والقائمة على النهج التقليدي والحفظي، والمنطلق من فلسفة القواعد والأحكام.
الخاصة الخامسة: إبراز الباحث لعناصر الطبيعة في الحديث النبوي، وبيان دورهما في إظهار جمال الصورة الفنية في البلاغة النبوية، كما بين أهمية الطبيعة في عناصر التصوير، إذ هي التي تعين على تحويل المجردات والمشاعر النفسية إلى مستحضرات حسية ماثلة أمام الخيال، بل بارزة أمام العين. الخاصة السادسة: إفاضة الباحث في بيان أنواع الصور الفنية ومهامها، كما درس ظاهرة تحويل المشاعر والمعاني الخفية إلى صور حية متحركة في الحديث النبوي، موضحاً الوسيلة البلاغية التي تستخدم لذلك، مورداً أمثلة كثيرة عليها من خلال موضوعات شتى، مركزاً من ثم على أدب القصة النبوية، مبرزاً جمالية التصوير بأنواعه المختلفة فيها.بحث مهم لطلاب العلم والمتخصصين في علوم الشريعة واللغة، وهو دراسة أدبية مبتكرة لنصوص الحديث النبوي الشريف، اعتمد فيها المؤلف على معطيات فنية قديمة ومعاصرة، وتفرّد بالرجوع إلى معارف شتى، لكشف أقصى ما يمكن كشفه من الجمال الفني، فحفلت بتبيان جليّ للبلاغة المحمدية العليا.
إنَّ هذا الكتاب يقدم أوسع تحليل للنصوص النبوية، وفيه فائدة أدبية كبرى تُعضد بجلاء الأدب المعرفي، وسموّ الفكر النبوي، الذي أحيط بالوحي الرباني.
وقد جمع المؤلف بين الدراسات القديمة المتألقة؛ بالاستناد إلى المراجع النظرية المؤيدة، وبين التذوق الجمالي، مع تقديم صورة فنية رائعة، جديدة المعالم، واضحة الصُّوى.
واتبع المؤلف أسلوباً مشرقاً، فيه جودة العبارة، وحلاوة اللفظ، وجزالة التركيب، مع دقة الفهم وعميق الإشارة، وإشراق التعبير، فكان كنزاً زاخراً بلآلئ الصور الفنية، وبدائع الحِكَم النبوية.

Description

بيانات كتاب الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف

العنوان

الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف

المؤلف

أحمد ياسوف

الترجمة , التحقيق

محمد سعيد رمضان البوطي

الناشر

دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع

تاريخ النشر

01/08/2002

اللغة

عربي

ردمك

9789933113353

الحجم

24×17

عدد الصفحات

880

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف كرتوني

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *