نبذة عن كتاب الزواج وأخلاقيات الجنس
إعتقادى الخاص أن قوى نفسية غامضة هى التى أفضت – في معظم الأمنكة والأزمنة – بالناس إلى إتخاذ نظم تنطوى على قسوة لا ضرورة لها، وإن لم يزل هو الحال بين أكثر الشعوب حضارة فى وقتنا الحاضر. وأعتقد أيضاً أن التقدم الكبير الذى أحرزته العلوم الطبية والصحية جعل التغيير فى الأخلاق الجنسية مطلوباً من الناحيتين الخاصة والعامة، كما أن إزدياد وتضخم دور الدولة فى التربة يقلل تدريجياً من دور الأب الذى أضطلع به على أمتداد العصور التاريخية. فأمامنا مهمة مزدوجة فى نقد الأخلاق الجنسية السائدة حالياً: فعلينا أولاً – أن نستأصل عناصر الخرافة، التى كثيراً ما تكون لا شعورية، وعلينا ثانياً – أن ندخل فى حسابنا العوامل الجديدة كل الجدة التى تجعل من حكمة الماضى حماقة الحاضر. لكى أحصل على منظور شامل للنظام الراهن، أجد من الضرورى أن أحيط ببعض النظم التى كانت سائدة فى الماضى فى عالمنا المتحضر، أو التى لم تزل موجودة فى مجتمعات أقل حضارة منا. ثم بعد هذا أنتقل إلى توصيف وإبراز سمات النظام السائد فى الحضارة الغربية، وأخيراً أبين الجانب التى يجب تعديلها وإصلاحها فى النظم السائدة، والأسس التى يقوم عليها الأمل فى إنجاز هذه التعديلات.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.