نبذة عن كتاب الدولة العثمانية وعلاقاتها الخارجية في عهد بايزيد الثاني 1481 – 1512م
سبق الحدث الفارق في المنطقة بدخول العثمانيين إلى العالم العربي سنوات وسنوات من الصراع اتصلت بأحداث عالمية، إلا أن الدراسات التي ألقت الضوء على هذا الأمر أغفلت إلى حد كبير ما سبق ذلك من تطور للعلاقات الدولية وتشعبها على مدى عقود من الزمان. فما بين فتح القسطنطينية على يد محمد الثاني عام 1453م وما تلى ذلك من تحول للدولة العثمانية إلى دولة عالمية، وبين دخول سليم الأول إلى العالم العربي عام 1516م وامتداد رقعة الدولة إلى قارات العالم القديم الثلاث، كانت هناك فترة حكم السلطان بايزيد الثاني (1481-1512م)، التي شكلت مرحلة انتقالية تمهيدية بين العهدين، وهي بلا شك الأساس الذي بنيت عليه بعد ذلك عظمة الإمبراطورية في عهد سليم الأول (1512-1520م) وابنه سليمان (1520-1566م).
هكذا تأتي أهمية هذا الكتاب من إلقائه الضوء على فترة حكم السلطان بايزيد الثاني التي جاءت في وقت بالغ الحساسية من تاريخ المنطقة والعالم؛ إذ تعد فترة متوسطة بين العصرين الوسيط والحديث، ما يعطي الموضوع بُعدًا عميقًا نستطيع من خلاله فهم جذور الصراعات الحادثة على الساحة الدولية طوال العصر الحديث؛ فتطورات الأحداث هنا لا تنفصل مطلقًا عن تلك الأحداث التي ساهمت في تغيير موازين القوى العالمية من سقوط دول وصعود أخرى، فمن الشرق ظهر الصفويون ومذهبهم الذي شق وحدة العالم الإسلامي، ومن الغرب تهاوت آخر معاقل المسلمين في الأندلس تحت وقع ضربات الإسبان المستمرة، وفي العالم النائي اكتشفت الأمريكتان، ودار البرتغاليون حول إفريقيا ووصلت القوى الأوروبية الإمبرالية الحديثة إلى الهند وشرق آسيا، وهو ما أدى إلى تغيير وجه العالم والدخول في حقبة جديدة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.