نبذة عن كتاب الثلاثية
صورٌ تتداعى، لكن أهي في اليقظة، أهي في الحلم، أهي الآن، أهي من الأمس؟ لا تعلم ما الأسطورة منها وما الواقع، لا تعرف عيني من هما اللتان تنظران إلى مقتنياتهما المبعثرة، أهي قطة، أهي عجوزٌ تُركتْ وحدها تقضي الشتاء في العراء.
عالمُ سحري مسحور يتجلّى في الضباب يودي بمن يتمعنُ به إلى إضطرابٍ لاخَلاص منه إلا في غبطةٍ يبعثها جمالُ القصيدة التي تنطلق من شظيّة حجرٍ رصاصية على صدرِ امرأة مارَّةٍ بأسطورة من أساطير الهنود الحمر أو بأسطورة من أساطير مصرَ القديمة منتهية في غرفة تتحطمُ فيها العلاقات الإنسانية بين شخصين.
هذا هو عالم الشاعر السويدي برونو ك. أُويَّر عالمٌ تتداعى فيه الصور على خلفية أخلاقية يَعتبرُ فيها أن إغتصاب وتدمير الأرض هو إنعكاسٌ مباشر لتدمير أرض باطن اللانسان، وأن هذا التبوير الروحي اللامرئي هو الأكثر رعباً، مرعبٌ أيضاً هو العيش في مجتمع استبدلت فيه الشفقة والشعور بألم الآخر بالشماتة وفيه تُخنق الأصوات المهمة.
لكن قصيدته المتماسكة الملموسة لزجةٌ أيضاً بيد أن هناك من يريد أن يجعل منها لعبةً لأغراضه الفكرية والأيديولوجية، قصيدتهُ شعاعٌ مسلط على زمننا المعاصر، وفحواها ان الإنسان أكبرُ من حالته وأن مستقبلنا مرهونٌ بقدرتنا على الإحساس بالحزن على ما ضاع.
لذا تحضر الخسارات والأرواح ريحاً تمتد من مستهلّ الثلاثية هذه حتى نهايتها، لكن القصيدة ليس بوسعها نفخُ الحياة بما ضاع ولا حتى بوسع الإنسان ذاته، رغم هذا لا يتورع عن كتابتها؛ ففي الرغبة بإستعادة ما مات من القيم وما خسرتهُ البشريةُ تولد القصيدة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.