نبذة عن كتاب البخلاء
رب أنعمت فزد تولاك الله بحفظه، وأعانك على شكره، ووفقك لطاعته، وجعلك من الفائزين برحمته ذكرت – حفظك الله – أنك قرأت كتابى فى تصنيف حيل لصوص النهار، وفى تفصيل حيل سراق الليل، وأنك سددت به كل خلل، وحصنت به كل عورة، وتقدمت بما أفادك من لطائف الخدع، ونبهك عليه من غرائب الحيل، فيما عسى ألا يبلغه كيد، ولا يحوزه مكر وذكرت أن موقع نفعه عظيم، وأن التقم فى دراسه واجب وقلت: أذكر لى نوادر البخلاء، وإحتجاج الأشحاء، وما يجوز من ذلك فى باب الهزل، وما يجوز منه فى باب الجد، لأجعل الهزل مستراحاً، والراحة جماماً، فإن للجد كداً يمنع من معاودته، ولابد لمن التمس نفعه من مراجعته. وذكرت ملح الحزامى، وإحتجاج الكندى، ورسالة سهل بن هارون، وكلام ابن غزوان، وخطبة الحارثى، وكل ما حضرنى من أعاجيبهم، ولم سموا البخل صلاحاً، والشح إقتصاداً، ولم حاموا على المنع، ونسبوه إلى الحزم، ولم نصبوا للموساة، وقرنوها بالتضييع، ولم جعلوا الجود سرفاً، والأثرة جهلاً.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.